عندما تقرأ وتطلع لبعض الشعارات المتبناة من قبل الجماعات التي تدعي الأصولية وخصوصاً الإخوان المسلمين أو (خوان المسلمين) كما أحب أن أطلق عليهم ، تلك الشعارات التي يرددونها ويكررونها باستمرار في محافلهم تظن للوهلة الأولى أنها جماعة الخلاص والإنقاذ للدين ، الدين الذي أصبح يعاني - وفق ترويجهم - لدرجةٍ أنه في رمقه الأخير وليس هو الذي يدين به أكثر من مليار إنسان ، وأكثر الديانات على الأطلاق انتشاراً في الأرض لسماحته وسلامة معتقداته .
تعيش بتلك الشعارات ، ومع خطابات قياداتهم أن ذات الدين حكراً عليهم ، وهم الفئة الوحيدة على الصواب والمطبقة لتعاليمه السمحة ، وكان الله في عون المخالف دنيوياً وأخروياً .
كل ذلك يبدو لك ، وليس كأن الدماء التي تأسست عليها الجماعة ، وقتل المخالف لهم من مسلمات توجههم ومن معالم طريقتهم البشعة ، ولا كأن لهم أثراً في بلاد المسلمين مازال بعضه رطباً طرياً بدماء الأبرياء لمجرد مخالفة التوجه رغم مرور الزمن عليه .
من يستمع لندوات (خوان المسلمين ) وخطابات قادتهم المنتشرة قديماً وحديثاً يظن ان الرصاص الذي يستخدمونه في عملياتهم على اراضي المسلمين ماهو إلا رصاص الرحمة او ( رصاص صديق للبيئة ) يستخدم للتنظيف وتطهير الأرض من مخلفاتٍ مضرة لها .
إن جماعة نشأت على خيانة الأرض التي يعيشون عليها فلا ولاء إلا للجماعة ولو سالت لذلك دماء وقطعت رقاب مخالفين حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن " هي بلا شك جماعة إرهابية خارجة مارقة عن السواد الأعظم للمسلمين ، ولا أظن أن ثم فرق بين قاعدي او داعشي او اخواني ، وان تغيرت المسميات إلا أن المنهج واحد .
إن القائل في الكتاب الكريم : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) ، ومئات الأوامر الربانية في القرآن والسنة الداعية الى الرفق واتخاذه منهجاً في التعامل مع البشر بل ومع الحيوان كذلك يستحيل أن يكون نفس المنهج الذي يدعوا رموزه لقطع الرقاب وتفجير الآمنين ولو كان ذلك بحجة الانتصار للدين ، فشتان بين المنهجين.
هلاوي مصبح الحازمي