من غير المنطقي في علم الرياضيات ان يتساوى العدد وأضعافه ، والمرفوض أيضاً لنفس السياق أن تفوق قيمة ذلك العدد قيمة الضعف .
قد يبذل المرء عمره لتحقيق هدف لنفسه ، يبني على نيله آمالاً وطموحات أغلبها يتمحور حول السعادة والراحة وطمأنينة النفس ، ولكنه لم ينتبه أن ما ذهب من وقت وعمر لتحقيق هدفه يعتبر ثمناً غالياً مقابل ما سيحصل عليه من نواتج ذلك الهدف ، إلا ان تكون نواتج الهدف متعدية عليه في آخرته ، أو لأجياله التالية بعده .
ان ما تحقق لنا ، وما يتحقق الآن في كل لحظة من حياتنا كسعوديين وخلال خمس سنوات مضت يجعل البعض منا - ولسرعة التغير - يقف مشدوهاً غير مستوعب لما يحصل حوله ، وكأن القفزة التي رفعنا بها خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - والتي جعلتنا في مصاف دول متقدمة كانت كوميض البرق ، إلا أن آثارها ، وما نجنيه من ثمارها يجعلنا نتلذذ بكل لحظة فيها ، ونشتاق متلهفين للقادم منها .
حقاً إنها خمس سنوات ، لكنها بخمسين سنة في منجزاتها والتغير الهائل فيها ، وهذا التسارع المدروس ومع استمراره بنفس الوتيرة سيجعلنا بعد سنوات نعتبر واقعنا الآن من عصور قديمة ، فأصبحنا محط الأنظار ومدار الأخبار للجميع ، وكأن البوصلة العالمية اختلت لتتجه من جميع بقاع الأرض إلى منجزات سيد أرض الجزيرة العربية .
وكما هو الحال لجميع الشعوب أصبح السعوديون خلال الخمس سنوات الماضية يلتهمون التقدم والازدهار الذي لا يشبع منه الجنس البشري ، ليسير كل من في هذا البلد وفق خطط يرسمها لنا ولي الأمر فالأمل بعد الله به عظيم ليرتقي بنا أعلى قمم المجد .
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين
هلاوي مصبح الحازمي