ليس طبيعياً أن يخالف تصرف المرء وواقعه شعاراتٍ عاش عليها دهراً يرددها ويدعو إليها ، ليكون التناقض الواضح هو كل ما يظهر منه {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} إلى ان قال {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ} ، ومن هذه حياته إما مريضاً او منافقاً كما قرر القرآن الكريم .
في مواقف كثيرة أظهرت حركات الاخوان المسلمين والتنظيمات المحسوبة عليهم تذبذباً وتناقضاً كبيراً خالفوا فيه جماعة المسلمين بل والعالم أجمع ، تناقضاً لا يختلف عليه المطلعين على تاريخهم منذ التأسيس فسطروا بذلك توجه الحركة كمعارض أبرز لسواد المسلمين وجماعتهم مما جعل الناس تعتاد ذلك منهم ولا تستغربه مع مرور الوقت .
لكن الغريب أن تنطلي على البعض متاجرتهم المستمرة بالأقصى وفلسطين ليجعلوا العدو الأبرز للقضية شهيداً لها ويُمنح من قبل قادة الاخوان وسام (شهيد الأقصى) بينما لم يطلق في حياته رصاصة تجاه المحتل واكتفى بإبادة الأبرياء - غير اليهود - أينما استطاع الوصول إليهم .
إن هلاك الطاغية قاسم سليماني أسقط آخر أوراق التوت عن عهر (خوان المسلمين) ليفتضحوا وتبين سوأتهم جلياً للجميع بعد تنقلهم من حضن إلى حضن {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ} .
هلاوي مصبح الحازمي