كل إنسان وإن اختلف دينه ومذهبه إلا أن يكون مؤمن إيمان داخلي بوجود الله سبحانه وتعالى وأنه هو المدبر في الكون والبشرية وله الأمر من قبل ومن بعد قال تعالى( وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُوْلُوْنَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُوْنَ) الآية .
فالأمراض تنتشر بأمر من الله وليس للبشر تحكم بها إذا لم يرد الله ذلك قال تعالى { يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأمر مِن شيء قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للَّهِ}الآية
فمنذ خلق البشرية والأمراض موجودة والأوبئة القاتلة تفتك بالبشرية ولنا خير مثال مرض الطاعون عندما أصاب بلاد الشام وقتل كثير من المسلمين آنذاك
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر باتخاذ إجراء وقائي يدل على أنه رسول من عند الله! ففي زمنه لم يكن لأحد علم بطريقة انتشار الأوبئة أو أنه من الممكن أن يحمل الإنسان هذا الفيروس ويبقى أياماً دون أن يشعر بوجوده. ولذلك فالمنطق يفرض في ذلك الوقت أن يأمر الناس أن يهربوا من الطاعون، ولكن ماذا قال عليه الصلاة السلام؟
يقول عليه الصلاة والسلام: (الطاعون بقية رجز أُرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها) وانظروا معي إلى هذه الوصفة النبوية الرائعة وهي ما يسمى بوقتنا الحاضر بالحجر الصحي
فنفهم من هذا الحديث أنه حتى لو كنت صحيح البدن وخالي من الوباء لا تغادر المدينة التي انتشر بها هذا المرض ولا تذهب إليها حتى لو كنت بحاجة لها
ونحن نعيش اليوم على انتشار وباء جديد إنه "كورونا"
وعلى كل حال يعتبر هذا الفيروس وباء مثله مثل أنفلونزا الطيور والخنازير وجنون البقر وكلها أوبئة جديدة لم يكن لأحد علم بها من قبل. ولكن العلماء يؤكدون أن أي الفيروسات لديها القدرة على التطور وتغيير شكلها ومقاومة الأدوية. ولذلك كانت هذه الفيروسات وباءً حصد أرواح المليارات من البشر عبر التاريخ.
فهنا لابد من أن نبين هل الذي يحصل منا وكيف حرصنا على عدم الإصابة بهذا المرض هو خوف من الموت الذي حق علينا ومؤمنين به نحن المسلمين أم عدم إيمان بقدرة الإنسان على إيجاد المضاد واللقاح لهذا الداء المنتشر وعدم قدرتنا على وقاية أنفسنا من الإصابة لعادتنا العربية والإسلامية التي تحتم علينا الاختلاط والاحتكاك مع بعض في مناسبات كثيرة بالرغم أن دولتنا حفظها الله والدول الأخرى قامت بنشر الوعي للمواطنين وتثقيفهم وكيفية التخلص من المرض وإقامة العزل الصحي لمن أصيب بهذا الداء نسأل الله العفو والعافية للجميع .
وخلاصة القول التي حدثنا عنها نبي الله محمد قال صلى الله عليه وسلم : " واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا ، كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل "
نايف محسن الطرفاوي