في عام 1970م ولد ديفيد أندرسون في صحراء محافظة طريف ""موقع التابلين"" حيث كان والده المهندس أندرسون يعمل في محطات التوزيع لشركة أرامكو السعودية في ذلك الجيل أصبح راعي الغنم الأمي يتعلم "بالعمل" وأصبح يقرأ ويكتب الإنجليزية ويلعب القولف ويشاهد السينما الأمريكية ويتناول البوظة الإيطالية وكيك الفواكه الفرنسي ، أن الحياة منذ الأبد فسيحة للذين يبصرون آفاقها والأرض منذ القدم غنية للذين يستطيعون أن يستخرجوا خيراتها ، ولم يأتي جيل من البشر إلى هذه الدنيا إلا يجد فرصة تنتظره في ميادين النشاط التي لايمكن أن تخمد مابقيت الحياة الإنسانية *إن الحياه تجدد مناظرها أمام كل جميل وبألوان مبتكرة في كل مره*•
كان الدافع الرئيسي لراعي الغنم العمل في معظم الأحيان فالممارسة العملية هي المحك الحقيقي فالمدارس لاتقدم لنا سوى وسائل النمو العقلي ، حيث عملت الأمة اليابانية والألمانية والأمريكية على نظرية تعلم "بالعمل" في أعقاب الحرب العالمية الثانية ترنحت ألمانيا واليابان من وقع الهزائم المتلاحقة وتدهور الاقتصاد وساءت الأحوال وعم الركود وتفاقم الكساد ومن قعر هذا الوحل أطلقت صيحة النفير إلى "العمل" نعم بالعمل الجاد والأداء المتقن والانضباط الصارم تفوقت هذه الأمم ، فلا يوجد ياباني أو كوري جنوبي إلا ويجيد ثلاث مهن مختلفة ، *مواهب الإنسان المبدع أوسع من أي تخصص وأكبر من أي شهادة* ، لذلك لايصح قمع المواهب المتوهجة ولا إخماد القدرات الفائرة .
قال تعال {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ}
إن كل إنسان متوسط الذكاء قادر على إجتياز المراحل الدراسية حتى الدكتوراة ولكن هذا الاجتياز ليس دليلاً على توفر القدرة الإبداعية مهما كان التخصص ، ابن خلدون وغيره من فلاسفة التاريخ أدركوا بعميق وعيهم ونفاذ بصيرتهم أن شيوع الترف مؤذن الإنحطاط والتدهور فالإنسان الهش سريع الانكسار قريب العطب وما كان سكان هذه الجزيرة من ذوي النفوس الهشة ولا من ذوي الأجسام الرخوة ، *أن قيمة الإنسان بما يحسن*
قال تعال {قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ }
في الدول الأوروبية لا يعين إنسان في وظيفة بمجرد أنه خريج جامعة أو حاصل على دكتوراة بل يعين لما يستطيع أن يؤديه من عمل.
قال الرسول عليه الصلاة والسلام (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ)
ولو أن كل إنسان أشغل نفسه بالعمل لأصبح الناس أقل شراً ولأصبحت مجتمعاتهم أكثر سلماً وأكثر حباً،
لقد أدركت اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية والصين وسنغافوره بأن الجهد البشري هو الثروة الحقيقية المتجددة وإن "العمل" الجاد هو طريق الازدهار.
لاتجعلونا شباباً عاطلاً كئيباً تحت وطأة البؤس وشراسة الفقد وذل الحرمان إن القعود عن العمل أنزلت الكثير من الشباب إلى المهانة والاستكانة والذل•
قال تعال {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }
*بقلم* /*عبدالعزيز الأشجعي*