عندما يرحل الكبار تكون لحظة الرحيل بحجم هؤلاء الكبار الذين رحلوا. لقد فارقنا يوم أمس أحد الكبار من أهل هذه المحافظة أحد كبارها ليس عمراً بل أخلاقاً وأدباً وحسن معاملة وحسن جوار وأمام هذا كله إلتزامه الديني واعتياده زيارة المساجد . والمكوث فيها لم يرحل رجل بل رحلت مدرسة في الدين والأخلاق والمعاملة والمجالسة والاقتصاد عند لحظات الرحيل الأخيرة حضر جمعٌ غفير من المسلمين لحضور مراسم الدفن رغم علمهم أن الوفاة بسبب فايروس كورونا ذاك الفيروس الخطير المعدي .
نعم حضروا فمن ساقهم إلى المقبرة بهذا العدد الهائل إنه الله ورعايته لأوليائه الصالحين علماً أن الجميع علم بوصيته ( رحمه الله ) بعدم المشقة على الناس والاكتفاء بالعزاء بالمقبرة أو بالهاتف لكن أقدامهم ساقتهم لوداع أحد الكبار من أهالي هذا المحافظة .
وهذا هو حال الخواتيم كما ذكرها الإمام أحمد ( موعدنا يوم الجنائز )
فلو كانت جنازته رحمه الله في غير عهد هذا الفايروس لما استغربنا هذا الكم الهائل من الحضور لأننا أعتدنا من أبناء هذه المحافظة مثل هذا الحضور لمن يعرفونه ومن لا يعرفونه رحل هذا الرجل ولم يفقده أهله وأحبابه فقط بل افتقدته أسر الأيتام والمعوزين والمحتاجين وفوق هذا افتقدته أعمدة المساجد ومصاحفها لا نقول لك وداعاً أبا عبدالله لأننا نعلم أن هناك لقاء أبدي.
ولكن نقول نسأل الله العلي القدير أن نلتقي جميعاً ومن نحب وجميع المسلمين في جنات عدنِ عند مليك مقتدر .
لم أكتب هذا الكلام رجاء منفعة وتقرب لأبنائه فعلاقتي ولله الحمد بهم جميعاً تفوق ما اكتبه وتخطه يميني ولكن الخاطرة وحب أولياء الله الصالحين تجبرني على مثل هذه الكتابة ولأهالي طريف جميعاً علينا فهم أهل الواجب وأهل الكرم والسخاء .
محبكم
محمد بن حجي الشمري