في زمن بائد ..
عاش مجموعة من الشباب (طفولتهم) كأي شخص طبيعي في كنف والدين يملآن عليه الدنيا مرحاً وسعادةً ، والدين كرسا حياتيهما رعايةً واهتماماً بأولادهم الذين ربطوا في نموهم ونضوجهم كل أمل في تذليل صعاب الحياة لهم في المستقبل ، وكل من أولئك الوالدين يأمل ان يعيش ملكاً بقية حياته في كنف ابنه .
نضح الأطفال سريعاً ليصبحوا بمرور الأيام المتسارعة شباباً .. تعول عليهم أسرهم الكثير والكثير .. ويبني عليهم اولئك الآباء آمالاً عظيمة .
قُـدِّر لبعضهم ان خالط مجموعة - دخيلة في المجتمع - وبقي الأغلبية في جماعتهم ومجتمعهم ينهلون مما ينهل منه أهليهم ، ويعيشون الحياة الطبيعية للشباب .
اتصفت المجموعة الشاذة بتصرفات عديدة دخيلة ، وبدؤوا يسنون قوانيناً على أتباعهم زادت الشرخ بينهم وبين أهليهم وذويهم ، ليتقوقعوا وينغلقوا على انفسهم مرددين على بعضهم حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام :(انما يأكل الذئب من الغنم القاصية) ، وما علم المنظرين منهم ان خروجهم عن النسق المجتمعي الذي يعيشون فيه جعلهم هم (القاصية من الغنم ) فاستفرد بهم الشيطان وأتباعه ليتخرج منهم المكفرين لأهلهم ومحللي قتل المخالفين لهم ، ومن خفف منهم الحكم على المجتمع قال عنه ضال .
كان ذلك الانغلاق والتقوقع لشباب بعمر الزهور كفيل ان يقتل كل طموح فيهم ، وان يئد قدراتهم الفكرية والعقلية الا في حدود التبعية المطلقة الغير قابلة لنقاش المتبوع وجداله ، فانتهى بهم المطاف الى هيئة بشرية بلا قلب او روح ، يحلون الحرام ويحرمون الحلال وجل هدفهم قطع رأس المخالف او تفجيره وقتله ، ووصل الفقه والفهم في عقول بعضهم الى ولاء مطلق لكيانات خارجية لا يعلم منشأها ومُنشؤها الا ان طبقات الفكر للجماعتين واحدة .
لو أن سالك ذلك الطريق الشائك أعمل جزءاً من عقله في الحديث السابق وغيره من أحاديث وتعاليم المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام كقوله (من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد) .
اقول لو انه اعمل فكره في الحديث لما شذ عن أهله وجماعته ووالديه ولكنه أسلم ذلك العقل للشيطان ولمنظرٍ جاهل ليصبح عالة نكرة في المجتمع ويموت في طريقه آمال والديه ومجتمعه الذي عقدوه على نضوجه ونمو القوة فيه فخسروا اهلهم ودينهم وسليم العقيدة .
فيما انطلق باقي نظرائهم الذين لزموا الجماعة حقاً ليذللوا الحياة والمستقبل ، ولينهضوا بمجتمعهم مع حفاظهم على هويتهم ودينهم وسليم عقيدتهم فكسبوا - بإذن الله - الحسنيين ، ورضى الوالدين .