انتشرت في الفترة الأخيرة بيع البيوت الجاهزة من التجار الأفراد غير المؤهلين في تطوير البناء ومطورين عقاريين غير متخصصين يستخدمون المواد ذات جودة قليلة بسبب رخص قيمتها والتعاقد مع مقاولين غير مؤهلين بأسعار منخفضة التي نتج عنها حدوث مشاكل إنشائية للبناء بعد الانتهاء منه أو بعد فترة زمنية قصيرة من بيعه على المواطنين .
وبعد دراسة عميقة والبحث عن أبرز أسباب العيوب التي تظهر على المنازل التي يقوم بتطويرها مطوري العقار غير المؤهلين وبيعها على المواطنين بأسعار مبالغ فيها:
1- أهم الأسباب هو عدم الوصول إلى طبقة التربة القوية المناسبة أو رصها بالرصاصة بوزن لايقل عن 25 طن حيث أن هذه الطبقة هي التي تتحمل ثقل المبنى بعد اكتماله حيث أن ذلك يؤدي إلى هبوط البيت وبالتالي حدوث تشرخات وتشققات في جدران المنزل وبلاطه.
2- عمل صبة نظافة ضعيفة وذات سماكة قليلة لا تتجاوز 10سم وغير معزولة ببلاستك أسفلها وغير مدعمة بالحديد المناسب أسفل القواعد الذي يؤدي بدوره إلى تهشم هذه الطبقة الضعيفة بعد اكتماله وزيادة وزنه الذي يسبب هبوط في البيت وبالتالي يؤدي إلى حدوث تشرخات وتشققات في جدران المنزل وبلاطه .
3- إضافة الماء إلى الخرسانة في الموقع الذي يؤثر في متانتها والذي يؤدي إلى تلف الخرسانة في أقرب اتصال مع الرطوبة سواء في الأساسات أو في سقف المبنى الذي يسبب عيوب كبيرة في المبنى مثل التشرخات وتشققات وهبوطات في كافة أجزاء المبنى الذي بدوره سوف يؤدي إلى تهالك المبنى بوقت قصير وتقليص العمر الافتراضي له.
4- عدم عزل وحماية الخرسانة بالعوازل المناسبة الذي يؤدي إلى تقليص عمر المنزل المطلوب.
5- دفن أساسات المبنى بمواد دفان طينية جافة غير مناسبة وغير متدرجة وملاحظ أن اغلب المقاولين بمحافظة طريف يقومون بالدفان بمواد ناعمة طينية جافة لتسهيل عملية الدفان الذي يؤدي بدوره إلى حدوث هبوط سريع في دفان الأساسات بعد تعرضه للماء سواءا من تسريبات المجاري أو من تسريبات الجيران أسفل بلاط المنزل وبالتالي يؤدي إلى هبوط البلاط أو ترك فراغات كبيرة بين البلاط والتربة الهابطة الذي يجعله بيئة مناسبة لتكاثر الفئران والصراصير والنمل.
6- المواد المناسبة للدفان هي التربة المتدرجة ذات التصنيف العالمي حسب المراجع ( A1a) وهي تحتوي على كميات لابأس بها من الأحجار المتدرجة ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة والكبيرة لملأ الفراغات ومنع الهبوط ومن ومواد رملية وطينية تؤدي إلى التماسك وملأ الفراغات بين الأحجار المتدرجة.
7-عدم عزل أرضيات دورات المياه والمطابخ بالعوازل المائية المناسبة لمنع التسريبات.
8-عدم استخدام مواد وأنابيب أصلية ذات سماكات عالية لعمليات تمديد مياه المغاسل ومجاري مياه الصرف الصحي للمبنى فأغلب المباني تستخدم مواد رديئة وسماكتها قليلة لاتعيش لأعمار كبيرة لايوجد فرق كبير في السعر بين ذات الجودة والسيئة فالفرق لايستدعي هذا التوفير الذي سوف ينتج ويسبب العديد من التأثيرات السلبية والملاحظات والعيوب التي سوف تظهر على هذا المبنى مستقبلا بسبب قلة الجودة.
9- التوفير في جودة المواد المستخدمة لعمل التشطيبات للمنزل من مواد صحية وكهربائية ولياسة ودهان وبلاط والبحث عن المواد رخيصة الثمن التي لايدوم عمرها لأكثر من خمس سنوات التي تؤدي إلى ظهور الملاحظات فيها في وقت قصير حيث يلزم صاحب المنزل بتغييرها والذي تكبده ضعف ماتم توفيره في تركيب المواد ذات الجوده الأقل.
10-تنفيذ العزل الحراري في الجدران الخارجية وفي الشبابيك والأبواب ويفضل الطوب البركاني بسماكه 20 سم الذي يحتوي بداخله على طبقة من عازل الجفالي فهو أكثر فاعلية في العزل وتقليل استهلاك الطاقة في ظل ارتفاع أسعار الطاقة فيساعد في التوفير على المدى الطويل فلا أنصح أصحاب البناء في التوفير في قيمة تنفيذ العزل الحراري.
11-الإجراء الأخير والمهم لتنفيذ هذه الاجراءات للحصول على مبنى آمن ومستدام هو يكمن في اختيار المقاول المؤهل المتمكن الذي يملك مهارات وفنيات عالية ويقوم بإحضار عمال مهره في تنفيذ أعمال حديد التسليح وأعمال بناء الطوب بجميع أنواعه حتى وإن زاد سعره في المتر المربع فهو إن زاد الفرق فالفرق طفيف لايتجاوز الـ 10 آلاف ريال مقابل الحصول على مبنى ذات جودة عالية .
فنصيحتي لكل من يقوم ببناء أو شراء بيت العمر أن يركز على هذه الملاحظات وهذه الاجراءات اللازمة لتفاديها في تنفيذ أعمال أي مبنى ولا يستخسر أي مبالغ إضافية في تنفيذها.
المهندس سالم عبيد الحازمي
ماجستير في إدارة المشاريع بالهندسة المدنية من جامعة بيرمنقهام ببريطانيا