سيرة عطرة ونبذة في ميادين التعليم، نظرة نتقلب في صفحاتها ونعيش بعضاً من لحظاتها...... نعم إنها سيرة جبل قام بعمله بلا كلل ولا ملل .... نعم إنها سيرة الأستاذ أحمد بن سالم الشريف -حفظه الباري ورعاه -
عندما أتحدث عن هذه القامة العلمية تصيبني الحيرة كيف تكون بدايتها ويخالجني الدّوار كيف تكون نهايتها....ولعل في هذا المقال اجتز شيئاً من هذه السيرة التي امتدت لثلاثة عقود ونيف تدرج خلالها أبو سالم في محطات شتى .
بدأ حياته التعليمية معلماً للمواد الشرعية في متوسطة علي بن أبي طالب ومن ثمّ انتقل إلى ثانوية طريف فمكث فيها برهة من الزمن حتى أضحى مديراً لها ، ومن ثم تم ترشيحه بعمل التوجيه حتى انتهى به المطاف إلى أن اصبح مديراً للتعليم بمحافظة طريف وإذا ما اردت الغوص في تلك الفترة كي استخرج منها شيئاً من تلك السمات والخلال التي كان يتحلى بها رأيت معلماً قد تجسدت فيه المهنة التعليمية حتى صار أسوة لكل معلم عرف عنه اتقانه لتخصصه ،وتفننه فيه وتبحره، جمع فيه بين غزارة العلم والطريقة الموصلة إليه بأدب رفيع جم ، حتى سرى هذا الأثر الطيب على طلابه ما جعلهم يتبوءون أعلى المناصب ويتدرجون في أعلى المراتب.
وإذا ما نظرت في قيادته المدرسية رأيته لزملائه أخاً ولطلابه أباً، وإذا ما نظرت إلى إدارته لدفة التعليم في تلك المحافظة رأيت قائداً ملهماً قد بلغ به حب العمل غاية المبلغ حتى ظهر ذلك جلياً في انضباطه بأوقات العمل ناهيك عن حسن الإدارة التي يمتطيها ما جعل زملائه يشهدون له بذلك فلقد زاملته سنين وما رأيته إلا ناصح أمين وبعد هذه السيرة العطرة ها هي شمس أبي سالم تغيب بعد شروقها . فهذا قليل من كثير سائلاً المولى له التوفيق والسداد .
بقلم / الأستاذ : ناجي بن حجاب الجميلي مدير الشؤون الادارية والمالية بمكتب تعليم طريف