[SIZE=5][B][COLOR=#010101]كنت جالساً مع أحد اﻷصدقاء في ليلة من ليالي الشتاء الباردة في إستراحتنا ، نتجاذب فيها أطراف الحديث ، وتخلل جلستنا إرتشاف الزنجبيل الدافئ المنكه بالزعفران وبجانبنا المدفأة زادت الجو دفئاً مما أضاف للجلسة رونقا جميلا ومزيدا من اﻷنس ، خصوصا في هذي الليالي الباردة ، وقد تم تناول مواضيع متنوعة وكثيرة ، ومما لفت إنتباهي إسلوب صديقي في طرح المواضيع وربطها بالواقع بشكل يثير اﻹعجاب حقيقة .
لقد تطرق لموضوع نبات اللبلاب ومفرده لبلابة ، وهو نبات عشبي يتسلق ويلتف على اﻷشجار ، ويطلق عليه المصريون العليق ، وهناك نوعا منه يعتبر سام له أوراق وأزهار خضراء صغيرة الحجم وثماره بيضاء اللون ، يسبب طفحاً جلدياً عند لمسه .
قال لي : كثيرا مانجد في اﻷشجار القوية والباسقة ذلك اللبلاب متعلق ومتسلق لينهض من اﻷرض مستفيدا من طول الشجرة وقوتها ليرى الشمس ، وهنا لا إشكال في ذلك في التصور اﻷول للأمر ، ولكن مع مرور الوقت تبدأ تلك النبته بتغطية الشجرة حتى لا تكاد ترى ملامح الشجرة بدقة ، فتوحي للناظر من أول وهلة ، أن هذا العملاق هو نبات اللبلاب ، ومما يزيد الطين بلة هو تعمق جذور هذه النبتة بحيث تمتص ماء الشجرة وتتطور وينبت لها أوراق وأزهار خضراء صغيرة وثمار بيضاء اللون ،فتؤثر على جمال وعطاء الشجرة ، وتشوهها وتمنع الناس من اﻷقتراب منها .
المسألة لا تحتاج منا لجهد كبير ﻹعادة الشجرة لرونقها وجمالها وعطاءها ، ﻷن نبات اللبلاب يعتبر ضعيف جدا يسهل إنتزاعه وإبعاده عن الشجرة ، فقط يحتاج اﻷمر منا إتخاذ قرار بذلك ، حتى نرى الشجرة على حقيقتها المعطاءة دون تشويه أو أذية .
فهل ننتبه لنبات اللبلاب من حولنا ، ونتخذ القرار قبل فوات اﻷوان . حديثي لمن يعقل ...
كتبه
دوجان الراوي[/COLOR][/B][/SIZE]
6 pings