لما عزم الخليفة أبو جعفر المنصور على الفتك بأحد أعدائه، فزع من ذلك وزيره عيسى بن موسى، فقال له:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا تدبّر..
فإن فساد الرأي أن تتعجلا..
فأجابه المنصور:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة..
فإن فساد الرأي أن تترددا..
ولا تمهل الأعداء يوما بغدوة..
وبادرهم أن يملكوا مثلها غدا..
إن القرارات الشجاعة وما يتبعها من عزم خلفها رجال شجعان. لصد عدو أو نصرة صديق. ويتجلى ذلك في قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ببدء عملية عاصفة الحزم لنصرة شعب اليمن الشقيق من الإعتداء الغاشم الذي تعرض له من قِبل عصابات وميليشيات لاتعترف بالقوانين الدولية.
يُسجل هذا القرار التاريخي للملك سلمان -أطال الله عمره- ويعد من الأعمال الخالدة التي يتذكرها التاريخ. مثله مثل عملية عاصفة الصحراء للملك فهد رحمه الله. وتحرير البحرين للملك عبدالله رحمه الله.
وعملية عاصفة الحزم أثبتت للعالم كله ما تتميز به المملكة العربية السعودية من قوة سياسية وعسكرية واقتصادية تجعل كل الدول تعمل لها ألف حساب قبل معاداتها. وما الاعتذار الذي قدمته الحكومة السويدية للمملكة الا دليل على ذلك. وقد قبلت المملكة اعتذارها واعادت السفير. لتعطيها درسا في الإحترام المتبادل.
وعاصفة الحزم تجعل كل سعودي يفخر بدولته وقوتها السيادية في المنطقة. ومعلوماتها الاستخباراتية التي تعرف ماذا ستجني المنطقة مستقبلا من سيطرة هذه العصابات على طرق التجارة العالمية؟ وما سيتكبده الشعب اليمني من معاناة وما ستتعرض له حدودنا الجنوبية وأمننا من تهديد. فليس صحيحا ما يروج له بأنها حرب طائفية. إنما هي دولة يهمها أمنها المستقبلي. وأمن أصدقائها وتلبية نداءاتهم واستغاثتهم.
هذا الموقف للملك سلمان -حفظه الله- ذكرني بموقف الخليفة المنصور السابق ذكره
أدام الله علينا نعمة الأمن والأمان..
كتبه: النشمي عوده الرويلي
2 pings