في مثل هذه الأيام من كل عام يظهر إلينا الخبل الذي باع عباته معيداً لنا قصص الأجيال السابقة وأمثالهم وحكمهم البسيطة والتي كان أشهرها على الإطلاق هو ( بياع الخبل عباته ) والذي ما أن يندثر حتى يظهر لنا مع أول نسائم باردة تأتي بعد أيام وليالي دافئة .
بياع الخبل عباته هي قصة شمالية كما رواها كبار السن بمحافظة طريف وانتشرت إنتشار واسعاً في الجزيرة العربية قاطبة والخليج العربي بل وحتى في الدول العربية وتحكي الأسطورة بأن سكان البادية قديماً كانوا يعانون الأمرين من الفقر والعوز وكانت حتى الملابس لا تأتي اليهم الا بشق الأنفس وحينها كانوا يرتدون الفروه المعروفة في أيامنا هذه وبمجرد انتهاء فصل الشتاء يبادرون ببيعها حتى يشترون التمر والطحين والقمح وذلك من شدة الجوع والفقر الذي يمرون به .
أما بطل قصتنا هذه وصاحب المثل الشهير ( بياع الخبل عباته ) فلم ينتظر انتهاء الشتاء وبمجرد ان احس بدفء الأجواء وهي الظاهرة التي تمر سنوياً في شهر آذار حتى استغل الفرصة وباع الفروة في ظل استهجان من هم حولة من بيعه لها والشتاء لم ينتهي ولكن هي الظروف المحيطة به جعلته يبادر ببيعها ظناً منه بأن الشتاء قد ولى ، وماهي الا أيام حتى تنقلب الأجواء ويتبدل الهواء الدافئ الى نسائم باردة جداً جعلت منه أضحوكة بين جماعته وأقربائه الذين لم يستنصح منهم بعدم بيع الفروة في هذه الأيام من شهر آذار الذي يسميه أهل الشام بالمثل الشهير لديهم ( خبي ثياب الدار لشهر آذار ) .
وتعددت الروايات حول مصير الخبل الذي باع عباته فبعض الروايات قالت انه قد مات من البرد وهو الأمر الذي جعل هذا المثل مشهوراً والبعض الآخر قال انه مرض مرضاً شديداً ولكن جميع الرويات قد أجمعت بأن المثل ( بياع الخبل عباته ) قد انطلق من هذه الرواية التي تستجد في مثل هذه الأيام من كل سنة .
هذه قصة المثل الشهير أما الأمر المتعارف عليه بين الناس انه يطلق هذا المثل على موسم عودة البرد المفاجئة، حين يتوهم الناس أن فصل الشتاء في طريقه إلى إنهاء فصله وإسدال الستار عن 100 يوم من ارتداء المعاطف المختلفة والجاكيتات والفروات الشعبية التي عاد الناس لارتدائها منذ يومين وذلك بعد أيام من ارتدائهم ثيابهم البيضاء المعتادة والمفضلة.
وقد وصف خبراء الطقس هذه الأيام من شهر آذار بعدة صفات منها أيام “العجوز” التي تشهد موجات برد قصيرة تتراوع بسبعة أيام وتأتي خلال الفترة من 26 فبراير حتى الرابع من مارس . وتعتبر “هذه الأيام السبعة التي تأتي فجاةً هي نهاية موسم البرد وأيضاً دخول الأيام الستة بعدها ، وهي معروفة لدى المزارعين حيث إن جوّها مناسبٌ لزراعة معظم المحاصيل .
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓