وقال وزير الدفاع ديفيد جونسون، خلال وجوده في جاكرتا، إنه من المفترض أن تحصل السلطات على معلومات مؤكدة حول احتمال رصد حطام الطائرة الماليزية خلال «يومين أو ثلاثة». إلا أن طائرة عسكرية أسترالية أرسلت يوم أمس للتحقق من الأمر فشلت في رصد الحطام، بحسب ما أعلنت سلطات السلامة البحرية الأسترالية (امسا). وأرسلت أستراليا طائرة المراقبة «بي 3» إلى جنوب المحيط الهندي على مسافة نحو 2500 كلم جنوب غرب مدينة بيرث في غرب أستراليا، حيث رصدت الأقمار الاصطناعية «جسمين» بعد أسبوعين من الأبحاث غير المجدية. وكتبت «امسا» على حسابها على «تويتر» أن «طاقم الطائرة (بي 3) لم يستطع تحديد الحطام، فقد حجبت الغيوم والأمطار الرؤية». وأشارت إلى أن البحث مستمر عن الطائرة الماليزية التي كانت تقوم بالرحلة «إم إتش 370» المتوجهة إلى بكين.
وكان مسؤولون أستراليون أعلنوا أن الجسمين اللذين رصدتهما الأقمار الاصطناعية وأحدهما طوله 24 مترا هما «أفضل خيط لدينا على الأرجح» في قضية الطائرة المفقودة. وقال المسؤول في السلطة الأسترالية للأمن البحري جون يانغ، خلال مؤتمر صحافي «إنه خيط.. إنه أفضل خيط لدينا على الأرجح في الوقت الحاضر، لكن علينا أن نتوجه إلى المكان ونعثر عليهما ونراهما ونقيمهما حتى نعرف ما إذا كان الأمر مهما أم لا». وأوضح أن «الجسمين غير واضحين نسبيا.. إنهما جسمان بحجم لا يستهان به تحت سطح الماء على الأرجح، يطفوان ويغرقان بشكل متواصل»، موضحا أن «أكبرهما قدر طوله بـ24 مترا، والآخر أصغر حجما». وكان رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت تحدث أمام البرلمان عن معلومات «جديدة وذات صدقية تستند إلى معطيات من الأقمار الاصطناعية عن جسمين قد يكونان على ارتباط بعمليات البحث»، إلا أنه حذر من أن مهمة تحديد هذين الجسمين ستكون في غاية الصعوبة و«قد يتبين أنهما غير مرتبطين بعمليات البحث عن الرحلة (إم إتش 370)».
وبدورها، شددت ماليزيا على ضرورة التثبت من طبيعة هذين الجسمين، مؤكدة أنه من السابق لأوانه تأكيد مصدرهما. وشدد وزير النقل والدفاع الماليزي هشام الدين حسين في كوالالمبور على ضرورة العمل للتثبت من هذا الأمر، مشيرا إلى أن عملية البحث الكاملة ستتواصل. وأضاف الوزير حسين أن ماليزيا تستعد لاحتمال تنفيذ عمليات بحث في أعماق البحر بهدف استعادة البيانات والتسجيلات الصوتية للطائرة المفقودة في حال تأكد أنها تحطمت في البحر. وقال إنه في حال تأكد أن الجسمين اللذين رصدتهما أستراليا يخصان الطائرة المفقودة فإن «الخطوة المقبلة هي العثور على الصندوق الأسود». وأضاف «البحث في أعماق البحر والمراقبة أمران ندرسهما بالفعل»، مشيرا إلى أنه لا توجد كثير من الدول لديها مثل هذه القدرات لكشف إشارات من أجهزة التسجيل.
وفي الوقت الحالي، تتجول 18 سفينة و29 طائرة وست طوافات في المناطق البحرية الممتدة من جنوب البحر الهندي إلى وسط آسيا بحثا عن الطائرة الماليزية. وفقدت الطائرة أثناء قيامها بالرحلة «إم إتش 370» من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 شخصا ثلثاهم من الصينيين، بعيد إقلاعها يوم 8 مارس (آذار) الحالي. وكانت أستراليا أعلنت أول من أمس عن «تقليص كبير» لمساحة عمليات البحث التي تقوم بها إثر تحليل احتياطي الوقود في طائرة الـ«بوينغ 777».
وبات الطيار ومساعده في صلب التحقيق بعدما تبين أن الطائرة بدلت وجهتها غربا في اتجاه معاكس لمسارها المحدد بعد نحو ساعة من إقلاعها، وأنه جرى إطفاء أنظمة الاتصال فيها بشكل متعمد، غير أن التحقيقات الجارية لم تفض إلى أي نتيجة مقنعة حتى الآن. وطلبت حكومة ماليزيا من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) تحليل ملفات إلكترونية جرى محوها الشهر الماضي من جهاز لمحاكاة الطيران عثر عليه في منزل الطيار. وبحسب اختصاصيين في الطيران، ليس من النادر أن يمتلك الطيارون جهازا لمحاكاة الطيران في منازلهم بصفة خاصة.
وتثير الفوضى في إدارة السلطات الماليزية للأزمة منذ عدة أيام مشاعر الغضب والإحباط لدى أقرباء ركاب الطائرة المفقودة، وثلثاهم من الصينيين. وفي فندق بكين حيث تجرى الاجتماعات بين عائلات الركاب ومسؤولي «الخطوط الجوية الماليزية»، أثار الإعلان عن رصد الجسمين مشاعر متناقضة بين الأمل والقلق، من دون أن يخفف ذلك من حدة التوتر الناجم عن الترقب. وقال تشاو شونزنغ، أحد أقرباء الركاب «إننا ننتظر، ما زلنا ننتظر بكل بساطة». ومن جهته، قال ون وانشنغ، الذي كان ابنه على متن الرحلة «آمل أن يكون جميع الذين صعدوا إلى الطائرة على قيد الحياة». وأعلنت وزارة الخارجية الصينية من جهتها أنها «تعلق أهمية كبرى» على معلومات كانبيرا، مؤكدة أن الصين تبقى «على استعداد للتحرك بالشكل الملائم على ضوء هذه الظروف الأخيرة».
