[SIZE=6][SIZE=6]
تتجاوز في البعض التأملات والأفكار ــ في لحظات مخصوصة في أماكن مخصوصة ــ الواقع الذي يعيش فيه
وتـنبري الفكرة كانها أختراع العصر أو دواء الداء الذي عجر عنه الأطباء . فلا يكون من العقل المريض إلا تزيين تلك الفكرة ليبني المفكر أحلامه على أرض صلبه فيما يراها ولكن ما هي إلا على
شفا جرفً هار .
تلك الفكر عطشى للاستشارة ، خواء من دراسة الجدوى ، قريبه من الموانع ، ولكنها في عقل مفكرها ومخترعها هي الفريدة من نوعها التي لم تكن لأحد من قبله .
وما أن يباشر احياء فكرته حتى يأتي الواقع على خلاف ما يتوقعه ، ويبقى يقنع نفسه أنها فكرة قوية وأنها نقله نوعية ، فيواصل تحت تأثير أحلامه ، وينصحه الناصح ، فيكابر ويعاند ، ويواصل
عمله خصوصا إذا كان هناك خلفه ممن يطبلون له فيجعلون الحق باطلا والباطلا حقا وما هم إلا شهداء زور . غروه وهو الذي قربهم وغره منهم ما سمع ، ولا ننسى أن بعض المطبلين مسلوب الإراده ، عديم
النفع ، كثير الضرر ، قد يقدم الطفل الصغير والمرأة المغلوبة على أمرها أكثر مما يقدم هذا المطبل ..
ولكن حين يفكر من لا يحسن التفكير ويعمل من لا يستأنس برأي الناصحين أو يستخير ، ويحشر حوله من خيله ورجله من المطبلين فسيأتي بالأعاجيب ويتجرع المجتمع مرارة عمله سنينا عجافا
ودهورا دواهيا .
ثم ياتي من يريد أن يُكحّل العروس (الفكرة) فيعميها ويرقع المشكلة فلا يستطيع لذلك سبيلا ، ثم يعاود الكرة تلو الكرة ولكن هيهات فلا فرق بين رقع المشكلة ومشكلة الرقع .
وهذا نراه خصوصا حينما يأتي مصلح بعد مفسد ، وقوي بعد ضعيف كان متقويا بمال أو جاه أو سلطان .
ونراه حينما يأتي من يتصرف فيما يحسن بعدما ذهب من المتصرف فيما لا يحسن .
ولا يكون منا للأخير المصلح القوي المتصرف بحنكة وحسن تدبير إلا التخوف من أن يكون سلك مسلك من سبقه فننبذه قبل ان نحتويه ونلفظه قبل أن نتذوق حلاوته . ونعاديه قبل أن نقبل سِلْمَه
فيعيش بسببنا منبوذا منقودا .
وقد نلام او لا نلام فمن قرصته الحيه يخاف من الحبل ، ولكن في التأني السلامة وفي العجل الندامة .
إن فكرة ناجحة في رجل ناجح استشار واستخار وعقد العزم بالله ثم برجال أوفياء صادقين يجب أن يكون لها من الحفاوة والإعانة ما ينهض بها ويشد أزرها .. وأن نتلمس الجوانب المشرقة فيها وننمي الخير الذي نحصدة ، ونخفي ونصلح جوانب الضعف فيها ليكون العمل بيد الفريق وتجمع الأيدي في البناء ، فكم كان أناس مع من عرفوا بقصور رايهم وقلة نفعهم يطبلون حتى عفنا عفنهم الذي ظهر قبل أوانه وتجرعنا مرارة نتائجهم التي جاءت على أغلب مصالحنا ، ولكن حين نعوض بغيرهم فيجب أن يكون الرقع للماضي بإزالته إن عجزنا عن استصلاحه واليد الواحده قد تصفق إذا وجدت لها مُعينا .
الشيخ محمد مطر الحازمي
مدير مكتب الأوقاف والدعوة والارشاد بمحافظة طريف [/SIZE][/SIZE]