[SIZE=5]بينما كنت مدعوا على وليمة عشاء عند احد الأصدقاء ذات يوم ،وبعد أن قدم لي هذا الصديق واجب الضيافة ،كان احد المدعوين يرفع صوته عاليا موجه بندقية لسانه لأحد الأشخاص الغير موجودين فأخذ يكيل الشتائم والسباب دون تحفظ
اخذ الأغلبية نفس مأخذ هذا الشخص فقاموا بسلخ لحم الغائب عن عظمه ثم قاموا بتفتيت العظم تفتيتا دقيقا ولم أجد فردا واحدا يدافع عن هذا المسكين الحاضر الغائب.
بعد مرور سحابة الغيبة من فوق الجميع وساهم الأغلبية في استمطارها انحنى الموضوع لغائب أخر حيث امتدحه أحدهم في احد أركان المجلس من خلال مثاليته في العمل وانه رجل طموح يخاف الله ويرجوا عفوه سكت جميع من في المجلس وكأن على رؤوسهم الطير .
الغريب في الموضوع أيها الاخوه انه عند استخدام قدرة الذم ظهر الاستعداد عند الجميع على شكل كلمات ترجمتها الألسن إلى جمل غير مفيدة،وعند استخدام قدرة المدح اضمحل الاستعداد لدى الجميع فلم تستطع الألسن الترجمة وخيم الصمت المطبق
هذه الظاهرة تفشت في مجتمعنا الإسلامي الذي يدعوا إلى حرمة الغيبة ونبذها جملة وتفصيلا
إن العجز الذي نعيشه تجاه هذه الظاهرة ليس بسبب خلل في قيمنا وتصوراتنا، وإنما هو في حالة الانفصام التي نعيشها مع قيمنا، فالتطبيق العملي للقيم التي نملكها يكاد يكون معدوماً. والخروج من هذا المأزق ليس بالتخلي والانفلات من عقيدتنا وقيمنا، وإنما بتنقيتها من الشوائب وتصفيتها مما أصابها من تصورات دخيلة، فوجودنا الإيجابي الفعال لا يتم إلا بالاستناد على عقيدتنا وثوابتنا وإن حدث تخلف وانحطاط فهو فينا وليس في ديننا فلا تلازم بين التطبيق والمبدأ.
فقال عز و جل : ( و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكللحم أخيه ميتا فكرهتموه ) الحجرات : 12
و يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم):( الربا اثنان و سبعون بابا......, و إن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه (
ورد في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:" ألا أخبركمبشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله 0 قال ) المشاءون بالنميمة المفسدون بين الأحبة........ )
في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:ـمررت ليلة أسري بي على أقوام يخمشون وجوههم بأظافرهم قلت : ياجبريل 0من هؤلاء ؟ قال : الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم "
قال الشاعر:ـ يموت الفتى مـن عثـرة بلسانـه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل
والسؤال الذي يصرع نفسه لماذا نتفق في الذم ونختلف كثيرا عندا الثناء والمدح؟
من منظور إسلامي لأاعتقد أننا نختلف ولكن واقعنا غير كغير جدة الذي نسمع عنه حتى حدثت الكارثة التي لاتخفى على الجميع
اعتقد انه من الواجب على من كان حاضرا في مجلس بما فيهم شخصي أن ينهى عن المنكرو يدافع عن أخيه المغتاب, و قد رغب في ذلك النبيصلى الله عليه و سلمبقوله: ( من رد عن عرض أخيه رد اللهعن وجهه النار يوم القيامة)
بالله عليكم الم نفقد المناعة التي اكتسبناها من عقيدتنا ضد الغيبة والنميمة
الم تصبح الغيبة والنميمة داء عصريا أكثر خطرا من فقد المناعة المكتسبة(الايدز)
اللهم أهدنا وأهد بنا
عريف حسيان الرويلي
[email]Areef997@hotmail.com[/email] [/SIZE]
1 ping