[SIZE=5]في كل مرة افتح جهازي لأهم بكتابة حرف ... أجد أمامي المشهد السوري الأليم الذي يعيقني عن كتابة في غير هذا الاتجاه والمساهمة ولو بكلمة لنصرة هذا
الشعب الأبي : نسأل الله الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء أن يعزه .. ويعز من ناصره ويناصره .. وأن يذل طاغيته ومن عاونه ....
من آخر كتابتي في الفيس بوك : فرق كبير بين من يملك رؤية برسالة تترجمها إلى أهداف يسعى إلى تحقيقها في حياته ليرسم بصمته في هذا العالم ، وبين
من يتقلب في أحلامه المنفصلة عن واقعه الذي يعيشه يتأخر وغيره يتقدم .
لنفكر من الآن ونخطط لمستقبلنا من نقطة الارتكاز التي نحن فيها .. علينا في ذلك الاستفادة من أخطاء الماضي والحاضر بعدم الوقوع فيها مرة أخرى ، ومعالجة مسبباتها إن أمكن ، واستحضار نقاط تميزنا وتعزيزها وتدعيمها ..
والقفز فوقها جميعا للاختيار بين الأبدال المتاحة من بدائل أفضل لجودة حياتنا ، ولنتذكر ألا سعادة بلا تعب ومنغصات وآلام وعوائق ..
كم يعجبني ذلك الفاضل الوقور الذي يقول كلما التقينا به : احرصوا على ألا تتخذوا قرارا غبيا .. وكان يجسد فينا قيمة المعلومات الصادقة السليمة كأساس في صناعة واتخاذ أي قرار في حياتنا ..
إن القرار السليم يجب أن يبنى على معلومات عميقة شاملة وصحيحة للموقف لا على جزئيات بسيطة ناقصة أو ردات فعل عاجلة .
قبل فترة عاشت المدارس هنا في الأردن سكونا بسبب اعتصام أغلب المعلمين عن التدريس لأسباب لا أعلم جلها ، سألت زملاء معلمين منهم ممن يكمل دراسته العليا
عن أسباب ذلك : عرض بعضهم أسبابا عامة وأخرى خاصة ، والبعض قال نعمل كما يعمل غيرنا وفريق ثالث غير ملتزم بما التزم به هؤلاء واستمر في التدريس ...
ومن غرائب هذا الموضوع أن معلمين منهم من الذين لم يستطيعوا القيام بالتدريس في المدارس بسبب ضغط زملائهم عليهم أوجدوا بدائل وقاموا بجمع الطلاب في المساء بالتنسيق مع
أولياء الأمور وتدريسهم بلا مقابل وتعويض التأخر في المقرر ..
لن نناقش هذا الموضوع وإنما نورده كما وصل إلينا لعدم كفاية المعلومات التي قادت إليه لأوجه سؤالا لا انتظر إجابة عليه : من الخاسر الأكبر في الموضوع ..
نعلم ما يعانيه المعلمون من ضغوط في حياتهم العامة والاجتماعية والعملية في المدرسة وخارجها ..
نفتخر أننا منهم وأنهم الأقرب إلينا فقد عانينا في فترات ماضية كما يعاني بعضهم الآن ..
ولكم أن تتخيلوا أبا وبناته في مكان والأم تدرس في مكان آخر بعيد ، ومن ثم تحول الوضع إلى أن يكون الأب في مكان والأم وأطفالها في مكان أخر ...
ما أسعدني وأنا أشارك إخواني المعلمين في تحقيق مطالبهم ورفع الظلم على من يقع عليه منهم في أي مكان في مملكتي وخصوصا منطقتي العزيزة ، وما أسعدني بمشاركتهم همومهم ولعل كتابة هذا الموضوع لا تخرج عن ذلك ، ويكفيني
فخرا أن أكثر من شاركت في تدريبهم في شتى مناطق المملكة وحتى خارجها هم من فئة المعلمين وكم استمعت وتفاعلت مع ظروفهم وحالاتهم
ومعاناة كثير منهم وأيضا مجالات تميز عدد أكبر منهم ..
أقول لكل صاحب حق منهم طالب واستمر بكل ما تملك من قوة بالمطالبة بحقك الذي تراه شريطة أن تراعي أمورا مهمة منها :
1- تأكد بكل دقة وموضوعية بجلاء حقك ونظاميته وصدق ما تطالب فيه ، إياك أن تبني قرارك على مجرد أقوال سمعتها أوأسمعك إياها فلان أو فلان .
2- تأكد من نفعية وفائدة ما تطالب به لك ولمن تتفاعل معه في حياتك وما أروعه عندما يكون متماشيا مع تعليم شريعتنا السمحة ، ولا يسبب تحقيقه إلحاق
الأذى بغيرك ، فكم من مطالب بشيء جر الويلات على نفسه وأهله بتحقيق ماكان يطالب به أو ضيّع بتحقيقه حقوق الآخرين .
3- الغاية لا تبرر الوسيلة .. استخدم كل الأساليب السليمة للمطالبة بحقك وتجنب الوقوع في الأخطاء ، وإن حصل ذلك فتأكد أنك سلمت حقك بيدك لغيرك وهذا ما لا أريده لك ، استخدم
قنواتك الإيجابية وجد واجتهد واحرص ألا تكون تابعا لآخرين لا يهمهم أمرك ولكن قد يستغلوك لتحقيق أهدافهم الخفية فتكون وسيلة من وسائلهم وأنت أرفع من ذلك في هذا الزمن
الذي لا تغتفر الأخطاء فيه بل تتعاظم ويزيد وقعها وخطرها وأثرها عليك وعلى مجتمعك ووطنك ..
وبعد هذا أخي الحبيب المعلم هي كلمات حسبي فيها أنني أعزك وأقدر رسالتك ومهنتك اكتبها وأنا بعيد عن كل عمل رسمي يربطني بأحد وإنما هي الأخوة في الله التي تتطلب
مني أن أحب لك ما أحب لنفسي فأرجو ألا نتخذ أنا وأنت قرارا غبيا كما قال ذلك الفاضل في مفصل مهم من حياتنا ..
ويا أسفي وما أكثر القرارات الغبية التي تتخذ في هذه الايام .. أرجو ألا يكون قرار كتابة الموضوع يندرج فيها ..
متفرقات لنجتمع في بناء أنفسنا وطلابنا ووطننا فهو يستحق منا ذلك ..
وفقكم الله
الدكتور عبدالله عواد الرويلي
مدرب مدربين معتمد من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني
مستشار اسري معتمد من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني
مؤسس في جمعية إسهام للإرشاد الاجتماعي
[url]https://www.facebook.com/dr.abdullah.a.h[/url][/SIZE]