[SIZE=5]
لو قدر لك وعملت جولة على بعض مساجد بلدتك أو مدينتك بحيث أنك تصلي كل فرض بمسجد ، فسترى العجب العجاب من أمر بعض هذه المساجد .
فبعضها ستجد مؤذنه أو إمامه أجنبي غير عربي ينطق عربية ركيكة ويلحن بالقرآن الكريم أثناء تلاوته ، وهذا الأجنبي وكله الإمام الرسمي للمسجد (سعودي) للأذان والإقامة وإمامة المصلين مقابل جزء يسير من راتبه ، لأن هذا الإمام من أصحاب المناصب الكبيرة ، فمشاغله واجتماعاته لا تسمح له
بحضور كثير من أوقات الصلوات في مسجده .
والبعض منها - المساجد - ستجد مؤذنه أو إمامه لا يفصح ولا يبين أثناء تلاوته للقرآن بإمامته للمصلين ، مما يجعل المصلين لا يفهمون الكثير مما يقول ، وإن أبان و أفصح في قراءته ، فستسمعه يفعل الغرائب في نحو العربية ، ستسمعه يرفع المجرور ، وينصب المرفوع ، ويجزم المنصوب وهلم جرا .
وستجد البعض منها إمامه لا يحفظ إلا القليل من قصار السور يرددها في كل صلاة جهرية ، ولا يريد أن يطور نفسه بالحفظ .
وستجد البعض منها المؤذن ابن للإمام أو أخوه ، فإذا غاب أحدهما ناب الآخر عنه في أداء (العمل) ، وكأن الإمامة حكرا على عائلة معينة .
وستجد البعض منها مؤذنه(بالوكالة) طفلا صغيرا لا يتجاوز العاشرة من عمره ، وإذا غاب الإمام فقد يؤم المصلين أيضا .
هذه النماذج من المساجد لها أئمة ومؤذنون رسميون مسجلون عند إدارة المساجد ، ويستلمون رواتب رسمية نهاية كل شهر .
فلماذا لا تقوم هذه الإدارة باختبارهم في الحفظ ، والتلاوة ، والتجويد، وليكن مرة كل عام ، ولماذا لا تراقب حضورهم لأوقات الصلوات في المساجد المعينون لها .
فالنماذج التي ذكرتها على هذه الحال جعلت نسبة غير قليلة من المسلمين يفضلون الصلاة في بيوتهم على الذهاب للصلاة في المساجد القريبة منهم .
دفع مكافأة (راتب) لأئمة ومؤذني المساجد جعل مواظبتهم على الفروض بها وظيفة أكثر منها عبادة .
سعود عماش[/SIZE]
2 pings