[SIZE=5]
التقيت في احد الزملاء القدامى في مساء أحدى الليالي وقال لي: سوف أروي لك قصة يتخللها معلومة أعتقد أنك لم تسمع بها من قبل. فقلت له تفضل، فقال:في أحدى سفراتي للخارج مررت بسيرك يحتوي على حيوانات مدربة ، واكثرما لفت انتباهي هو طريقة ربط الفيلة الموجودة بالسيرك بسلسلة طولها خمسة أمتار وتنتهي بطرفها الآخر بحديدة داخل برميل صغير حديدي و مربوطة بثقالة لا يتعدى وزنها الكيلوين فقط وهو بساحة يستطيع فيها الفيل التحرك مسافة كبيرة لكن رغم ذلك لا يتعدى الفيل محيط الخمسة أمتار المقررة له !!! ثم قال لي: لقد أبديت استغرابي لمروض الفيلة ، وشدني الفضول لمعرفة سر ذلك الأمر ، فسألت مروض الفيلة ، وقلت له كيف يتم ربط فيل بهذا الحجم والقوة بسلسلة لا يتعدى طولها خمسة أمتار ولا يتعدى وزنها تقريباً العشرة كيلو ولا يستطيع سحبها والتحرك بها . فتبسم لي وقال: أن هذا الفيل وغيره يتم تعويدهم في بداية الأمر بربط رجله بطوق حديدي بداخله مُسننات حادة جداً ، ويربط بعروة الطوق سلسلة كما ترى ، وفي طرف السلسلة الآخر يتم تثبيتها بوتد حديدي قوي جداً بالأرض لمدة لا تقل عن خمسة أيام، وفي هذه الفترة يقوم الفيل بعدة محاولات للتحرك وسحب السلسلة وعند بلوغ السلسلة مداها تقوم المُسننات الحادة التي بداخل الطوق بالوخز الشديد والمؤلم لرجل الفيل فيتوقف ويرجع، ويستمر بالمحاولة عدة مرات وعندما يشعر بالوخز والألم يتوقف وبعد ذلك بثلاثة أيام نختبره وذلك بمنع الأكل عنه لمدة يوم كامل ليجوع ثم نقدم له الطعام أبعد من طول السلسلة بمترين فيحاول أن يأكل ولكن لا يستطيع بسبب وخز المُسننات له عند شد السلسلة ، بعد ذلك يترك الطعام رغم جوعه خوفاً من الوخز المؤلم المرتبط بسماع صوت سحب السلسلة فيرسخ بذهنه وعقله الباطن أن سحب السلسلة خارج محيطه المخصص له يسبب له الألم الشديد فعند ذلك يتم فك الطوق وربطه بسلسلة عادية لا يتعدى وزنها الخمسة كيلوغرامات برجله ونهاية طرفها الآخر مربوط بثقاله لا يتعدى وزنها الكيلوين فقط داخل هذا البرميل كما ترى ، حيث أنه عندما يتحرك ويسمع صوت السلسلة يتوقف خوفاً من الوخز رغم عدم وجود ذلك إلا في عقله الباطن وتفكيره ...! معلومة جديدة أليس كذلك...إذاً وبعد أن اكتسبنا معرفة هذه المعلومة الجديدة ، ألا يجدر بنا أن نقف و ننظر لذوات أنفسنا..تقولون لي ما الرابط بين هذا وذاك، وأنا أقول لكم: كم واحد منا يوجد بعقله الباطن وتفكيره معوقات وحواجز سلبية راسخة بذهنه اكتسبها منذُ طفولته أو من تجارب فشل بها أثناء مسيرة حياته وأستسلم لها دون مراجعة أو محاولة لمعالجتها وتجاوزها . فهل تعتقدون أن من نجح بتجاوزها هو أفضل منا..؟ كلا.. إذاً علينا من هذه اللحظة أن نقفز الحواجز ونكسر جميع القيود النفسية التي بداخل عقولنا الباطنة وفق الضوابط الشرعية ولا نتردد، وعلينا أيضا الإكثار من المحاولات دون يأس حتى ننطلق ونبدع في جميع مجالات الدين والدنيا ونكون في القمة ، ونستفيد من قصة الفيل حتى لا نكون مثله مكبلين بالوهم ، ونبادر
( بكسر القيود)...
كتبه الفقير الى عفو ربه
دوجان بن الراوي الرويلي
مدير إدارة المحكمة العامة بطريف
[email]Dojan.abonaif@hotmail.com[/email][/SIZE]