[SIZE=6] مع انطلاقة عام تربوي وتعليمي جديد نتوجه إلى المربين والمعلمين بالتهنئة بعيد الفطر المبارك وبما منّ الله علينا وعليهم من صيام وقيام وأعمال صالحة نسأل الله أن يتقبلها ويضاعف الأجر والمثوبة للجميع، وأن يفرج كرب المكروبين من المسلمين في كل بقاع الدنيا، ونسأله جل شأنه أن يجعله عام نجاح وعطاء وتميز..
إلى إخواني وأخواتي المربين والمربيات أذكر نفسي وإياهم من خلال هذه الحروف بأننا أصحاب رسالة عظيمة وهي من النعم التي أنعم ربنا علينا بها، ومهما كانت ظروفنا وأحوالنا علينا أن نقوم برسالتنا ونؤدي أمانتنا لنتحصل على ما وعدنا به من خالقنا عز وجل وليس من البشر، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها ليصلون على معلمي الناس الخير" أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح. ومعنى يُصلون عليه: أي يدعون ويستغفرون له. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.
إن ما سبق يمثل وقودا لكل واحد فينا لأداء أفضل ما لديه ليكون من معلمي الناس الخير وممن يقدم ويترك خلفه في غرفة صفه ومدرسته علما ينتفع به، وإليكم رائعة لمواصلة الطريق وتقوية الذات وبناء صلابتها في مواجهة ما يعترضها من صعوبات في الحياة التربوية والتعليمية والعامة:
خرج إبراهيم ابن أدهم إلى الحج ماشيا.. فرآه رجل على ناقته فقال له: إلى أين يا إبراهيم؟
قال: أريد الحج.
قال: أين الراحلة فإن الطريق طويلة؟
فقال: لي مراكب كثيرة لا تراها.. قال: ماهي؟
قال: إذا نزلت بي مصيبة ركبت مركب الصبر، وإذا نزلت بي نعمة ركبت مركب الشكر، وإذا نزل بي القضاء ركبت مركب الرضا.
فقال له الرجل: سر على بركة الله، فأنت الراكب وأنا الماشي.
في مجال التعليم والتأثير في سلوكيات وشخصيات أبنائنا وبناتنا فالأمر ليس سهلا بل يتطلب جهودا ووقتا وصبرا وتعاملا يتوافق مع خصائص من نتعامل معهم . وفي هذا الجانب يقول جون ديوي الخبير التربوي: "الذات ليست شيئا جاهز الصنع، بل هي شيء دائم التكون عبر اختيار الأفعال "، لذلك يؤكد على أن " التعليم ليس استعدادا للحياة ؛ إنه الحياة ذاتها "، فلنحرص على تعليم النشء فضاءات و فنون الاختيار صنع القرارات واتخاذ رشيدها وآلياته ليكون تعليمنا حسنا وفاعلا ونافعا في بناء ذواتهم.
إن بناء ذات شامخة يتطلب تجاوز التركيز على التعليم الورقي والانطلاق للاستفادة مما نعلم ونتعلم معرفة ومهارة وتطبيقا وتوظيفا في حياتنا لتكون المسرح العملي لما علمناه و تعلمناه، حينها سنتجاوز الفجوة بين النظرية والتطبيق ، بل وحتى الانجاز لمجرد القيام بالعمل وإنهائه، وننتقل إلى مرحلة تجويد العمل وتحقيق ثمراته ..
فأين نضع أنفسنا ؟ وأين نرسم صور ذواتنا في عالمنا؟
همسة: لنركز على أن ننقش بصمة إيجابية في كل بقعة نتفاعل فيها مع الآخرين.
ولنكن كهذا :
كن في الطريقِ عفيف الخطى..
......شريف السمع كريم النظر
و كن رجلا إن أتو بعده ..
...... يقولون مــــــــــــــرَ و هذا الأثر
وفقنا الله وإياكم لكل خير ..
[/SIZE]
2 pings