[SIZE=5][B][COLOR=#030302]تحدثت الصحافة يوماً عن استشراء المناطقية في آلية التعيين والتوظيف بأحد الأجهزة الحكومية المهمة. ولو سألتني عن صحة هذا من عدمه، لرددت لك السؤال بسؤال أفحل، وقلت: هل هذا هو الجهاز الوحيد المطالب بنفي هذه التهمة عنه.. أم أن هناك ما يخفى عنك؟!
ولكي نستوضح ما يجري في الأوساط «الوظائفية» الحكومية، والتي كان يزعج الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، أن تمطر سماؤها ولو وظيفة من «فازع» مناطقي، ويبدو أن وزارة العمل اليوم ستكتفي بمراقبة المشهد المتاح من خلال الموقع الإلكتروني للخدمة المدنية التي لا شاغر فيها سوى النزر اليسير من وظائف صحية نسوية لحملة الماجستير والدكتوراه منهن، وحتى لو تجول أحدكم بعيداً عن هذه الصفحة اليتيمة فإنه سوف يكتشف ما يمتاز به موقع الخدمة المدنية من المساواة بين الرجل والمرأة، حيث كان يطلب من الجميع، رجالاً ونساءً، استكشاف روابط الموقع والتنقل بينها من خلال عبارة (فضلاً.. انقري هنا) حتى في صفحات الوظائف الرجالية!!
عموماً، لتستوضحوا الوضع الوظائفي الحكومي في غالب حالاته وما آلت إليه الأمور، تعالوا نبحث الأسباب التي تدفع الجميع تقريباً إلى السعي للحصول على وظيفة حكومية في هذه الأيام بالذات، ولنقرأ معاً المقارنة التالية التي سنرمز فيها للموظف الحكومي بـ (م. ح) والموظف الأهلي بـ (م. آه)!:
* م. ح: يبتعث للدراسات العليا بعد سنة واحدة من مباشرة العمل ويحتفظ بوظيفته وجزء كبير من راتبه الشهري حتى عودته.
- م. آه!: يستقيل ليكمل دراسته... حتى لو كانت "ابتدائية ليلية"!
* م. ح: تتسابق البنوك إلى إقراضه، ويا سلام لو كانت المدام موظفة مثله، كما تتنافس شركات السيارات على بيعه بالتقسيط.
- م. آه!: لا يقرضه أحد، وقد يجد تجاوباً من خالته التي ترحم حاله بين الحين والآخر!
* م. ح: تتسابق وسائل الإعلام للحصول على تصريحاته!.
- م. آه!: يتسابق مع عيال عمه في كشتات الربيع بدلاً من المشاركة في دفع "القطـّة"!
* م. ح: قادر على الحل والربط، كما يخول له موقعه للنفع والضرر بحول المولى وقوته!
- م. آه!: لا يهش ولا ينش! وأي زبون قادر على فصله من وظيفته بسبب شكوى تتعلق بإهماله في تمشيط شعر رأسه!!.
* م. ح: يعمل من الساعة الثامنة صباحاً وينصرف في الثانية عشرة ظهراً مصحوباً بعدد لا بأس به من الجرائد والمطبوعات.
- م. آه!: لا ينصرف أبداً!!! ويستمتع بقراءة خطابات الإنذار التي يرسلها المشرف الحبّوب!.
* م. ح: رئيسه المباشر من أقرباء والده البعيدين، كما أن لوالدته صلة قرابة بزوجته.
- م. آه!: رئيسه المباشر وافد (وملامحه آسيوية)، شرس الطباع ولا يطيق الجلوس أثناء ساعات العمل الثماني عشرة!!.
نكتفي بهذا القدر، ليطفو سؤال جديد: هل هي (المناطقية فقط) أم أن السبب هو (الحقيقة المجردة) والمتجسدة فيما نحبه ونتمناه لأبنائنا وبناتنا؟.
الخيار بين القطاع الخاص والحكومي في النهاية متروك لكم.. فانتقوا الأنسب ليومكم والغد.[/COLOR][/B][/SIZE]
4 pings