[SIZE=5][B][COLOR=#040404]على مدى عقدين، من زمن مفتون بالمدهشات والتحولات السريعة المروعة، بدا شبابنا كائنات مرشحة للاختطاف الفكري، أو كأنما هم مواد خام قابلة للتكييف المنهجي لتحويلها إلى سلع. وكان شبابنا يتعرض لغزو حقيقي وممنهج ومخطط سياسياً، وليس مجرد تأثيرات فكرية طبيعية تنتج من الاتصال الطبيعي للثقافات.
الاتصال الطبيعي للثقافات لا ينزع عن المرء إنسانيته ولا يسلب المرء إرادته، وإنما يزوده بأفكار ورؤى جديدة، ولكنه يبقى كائناً وطنياً مستقلاً مستنيراً يتمتع بعقل وحكمة ولباقة، ولا يتحول إلى تابع ولا إلى «راجمة حزبية»، بمعنى لا يصبح حجراً بيد شخص مهووس بالمشاغبات، ولا قنبلة بيد مفجر غليظ القلب معبأ بالكراهية ضد الناس.
والملاحظ أنه منذ عقدين بدأت القوى الحزبية تتصارع، بوضوح وعلنية، على اختطاف شبابنا وتحزيبهم. ونلاحظ أن المنظمات التي تروج لليبرالية، وبعضها ليبرالية إلحادية، تستهدف شريحة من شبابنا بأساليب شتى، وتوظف منظمات المجتمع المدني، والمدونات العالمية، وشعارات حقوق الإنسان لتجنيد الكثير من الشباب، لهذا أصبحنا نرى الكثير من غلاة الليبرالية، ليسوا إلا أدوات تابعة تردد شعارات بلا فهم ولا حكمة أحياناً، وبأسلوب متغطرس وحتى همجي.
قوى الغلو الديني والحزبية الدينية المتهورة، استغلت الوازع الديني وفطرية شبابنا لتغرر بهم، وتختطفهم إلى ظلمات العدوان والكره لكل إنسان، بما في ذلك الأم والأب والإخوة والجيران، والوطن، وحتى الدين بمفهومه التنويري الرحيم الحكيم البناء، ليحل محل كل ذلك حب أمير التنظيم والولاء له، بل وتصوير طاعة أمير التنظيم على أساس أنها من طاعة الله وغضبه من غضب الله، في عملية استلاب فكري جماعية وغسيل مخ محكم، وشل إرادة إنسان وتحجيم خياراته لتصبح خياراً واحداً وتفكيراً واحداً، ومهمة واحدة. ثم يتعامل التنظيم وأميره مع الشاب على أنه ليس إنساناً مسلماً مؤمناً يملك خيارات، وإنما «قنبلة». لهذا السبب يزداد طلب المنظمات الظلامية على شبابنا وشباب بلدان عربية وإسلامية أخرى ليس رغبة في دخولهم الجنة تحديداً، وليس رغبة في زيادة أعداد المقاتلين في صفوفها، وإنما لأنها بحاجة إلى «قنابل».
وشاهدنا كيف جرى غسيل مخ لشبابنا وتدجينهم، ومصادرة إرادتهم وتفكيرهم ودينهم، ليهاجموا أبرياء في مكاتب في الخبر أو أبرياء يتناولون «سحور» رمضان في منازلهم في الرياض، بل وصلت الحالة الإجرامية لهذه المنظمات أنها لم ترع حرمة المدينة المنورة ولا مكة المكرمة، إذ بثت خلاياها ونشرت قتلتها أيضاً هناك، لتوطين الخبائث وأعمال الشيطان في الأرض الحرام الطاهرة.
والإجراءات الأخيرة لوزارة الداخلية سوف تحمي الشباب من الهجمات الحزبية والفكر الظلامي، والاستهداف السياسي، وبرامج غسيل المخ التي حولت بعض شبابنا إلى مجرد كائنات حيوانية لا تملك إرادة ولا التفكير، وتتلهف إلى من يحولها إلى متفجرات.
وتر
تركضين بين السفح وأفق الذرى
ومن سنابل الشمس إلى رائحة البحر..
ومن الرياح إلى زرقة السماء وفيء الواحات الوسنى..
تباركك الدهناء الفاتنة ونبض القلب..
ولتغن أناشيد الوسم.. ووعود المشموم[/COLOR].[/B].[/SIZE]
2 pings