يتصور بعض البسطاء من البشر أن استخراج بطاقة أو تصريح للتجول في وقت الحظر يعني حماية لصاحبة من الإصابة بالفيروس، ولهذا يحاول بعض السذج والبسطاء البحث عن واسطة للحصول على هذا التصريح الوهمي حتى يتحرك كيفما شاء وكأن هذا التصريح سيحمي صاحبه من الإصابة في حال اختلاطه بالمصابين وعدم التزامه بالتعليمات المطلوبة .
وعندما تجبر الظروف بعض الفئات بالمجتمع كرجال الأمن والعاملين في المستشفيات والمجالات الحيوية للتنقل وقت الحظر فهذا لا يعني أنه نوع من الترف أو التميز عن غيرهم ، وإنما يعني وبكل بساطة أنهم مكلفون بأعمال هامة وضرورية تستدعي تواجدهم بأماكن معينة حيث يضحون بأنفسهم من أجل وطنهم ومن أجل غيرهم من أبناء مجتمعهم ويسعون لاتخاذ كافة الإجراءات النظامية اللازمة من أجل حماية أنفسهم وغيرهم من خطر الإصابة، ولولا ظروف عملهم الصعب لما فكروا أصلا بالخروج من منازلهم وتعرضوا للخطر إلا أن وجودهم هو كوجود الجنود في جبهات القتال .
ولو كان اسم الشخص أو منصبه أو التصريح الذي يحمله يحمي صاحبه من الفيروس لحمى شخصيات عالمية كبيرة أصيبت بالفيروس، ولهذا يجب على كل عاقل أن يفهم أن بقائه بالمنزل في هذه المرحلة هو الأصل وعدم تحركه هو لمصلحته وحمايته وحماية عائلته وأصدقائه وليس لمصلحة أي جهة إلا إذا أراد أن يتسبب بنقل الفيروس إلى أهله وابنائه وأقرب الناس إليه وهو أمر لا أتصور أن أي عاقل يسمح به أو يتمناه لنفسه أو لغيره، وحتى يستوعب البعض خطورة التنقل فقد سمعنا أن شخصا واحدًا بإحدى للدول المجاورة وفي يوم واحد تسبب لانتقال العدوى إلى ٧٠ شخص مما يوضح خطورة هذا الفايروس وسرعة انتقاله وانتشاره.
وهنا لابد من الإشادة بالعقوبات الصارمة التي حددتها الجهات المعنية تجاه كل من تسول له نفسه أن يكون سببًا في نشر الفيروس من خلال تجاهل التعليمات والخروج وقت الحظر أو الخروج بدون ضرورة قصوى وما يعنيه ذلك من مضاعفة حالات الإصابة بالمرض خصوصا أنها فترة ستنقضي قريبا بإذن الله وحينها تعود الأمور لمجاريها، أما الآن فلا وقت للتضجر وعدم الشعور بالمسؤولية ،لأن أرواح للبشر ليست مجالًا للتجربة واستعراض العضلات وادعاء الشجاعة فالفيروس لا يمزح ولا يفرق بين شجاع وجبان ،ولا بين كبير وصغير ،ولا غني وفقير ،ولا بين صاحب منصب وبين شخص مغمور، ولا بين متعلم وبين جاهل ،فالكل سواسية أمامه والكل معرضون للإصابة مالم يتخذوا بالأسباب لانه من الأمور التي حثت عليها جميع الأديان والشرائع والقوانين ولا مجال لتجاوزها خصوصا في أوقات الجوائح والأزمات .
د. فهد سحلي الخناني