الإنسـان السـوي دائما يحكـم عقله وضـميره في كل أموره فيتسـاءل مع نفسه قبل أن يقبل على أي خطـوة وأي عمـل.
هل ما أقوم به يميل إلى الخير أم يميل إلى الشر وهل ما أفكر في فعله يحمل الصواب أم يحمل الخطـأ فإذا نجـح الإنسـان في تحكيم عقله وضميره واتخذ مسلكا صائبا في تحديد سعيه سيصل بتفكيره وخطاه إلى بر الأمان في القول والفعل.
فالمؤمن دائما يعلم أنه على موعد للقاء ربه وأنه لابد من الاستعداد لهذا اليوم فلا يتغافل عن صناعة المعروف والسير بالخير بين الناس والتسابق على العمل المشروع ابتغـاء وجه الله عز وجـل فتراه ممن اختصهم الله في " قوله تعالى " أُولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون " آية ٦١ سورة المؤمنون
فعمل الخير صفة عظيمة من صفات الأتقياء الذين يصنعون رصيدا ليوم الفرار حتى ينالون جنات عرضها السماوات والأرض بل أن عمل الخير يعد لبنة الأعمـال الصالحة والتي تبعد الإنسان عن الحقد والكراهية وتنشئ القلوب على المحبة والتعاون والإخلاص والطمأنينة والعدل وهو الوسيلة التي تجمع المجتمع كاملا على الوفاق والسلام والمودة .
ومن التقوى أن يستعد الإنسان ليوم الفرار بالخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل فيبحث عن كل ما يضاعف له الثواب والحسنات ويبتعد عن كل ما يوقعه في غرق المخـالفة والعصيان فالدنيا ليسـت دار بقاء ولا دار خـلـود ولكن ما يبقى منها هو العمل الطيب وقول المعروف وفعل الخيرات فهنيئا لمن وسعى وكان سعيه في كل ما يرضي ربه تدبر لذلك نفسه وهنيئا لمن قدم في دنياه لآخرته فلم يتمادى في التهاون والغفلة ولم يستمر في التفريط والإهمال فسعى لإصلاح وسعى لإصلاح أعماله فوصل إلى الرشد وسبل الخير والثواب وتقدم واستعد بثقة إلى يوم يفر فيه المرء من أخيه قال تعالى " يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه الآيات ٣٤-٣٥-٣٦- ٣٧ سورة عبس
فأيقظوا القلوب من صدأ أصابها بالمعاصي وابعثوا في نفوسكم أملا دائما بفعل الخيرات ونشر المعروف بين الناس حتى نرى أثر ذلك في نفوسنا وبين أسرنا ومجتمعنا فالمجتمعات التي تبنى على قواعد راسخة أساسها من السلام والخير والخلق تبقى ممتدة الأفق شامخة البناء دائمة الصمود يعيش أصحابها في خير دائم وثواب كبير وتعاون قوي وسلام منتشر وعدل سائد وحياة كريمة.
رزقنا الله وإياكم نعمة الإيمان والسلام والأمن والرخاء وأدام علينا التمسك بالطاعات.