الضغوط ليست عدوك، ولا هي محطات عابرة على طريق الحياة. إنها معلم صامت، يطرق باب قلبك ليذكّرك بقوتك المخفية، ويقودك لتكتشف من تكون حين لا يراك أحد. كل ضغطة صغيرة، مهما بدت بسيطة، تحمل درسًا خفيًا، وكل مواجهة لها تصقل روحك وتمنحك القدرة على الوقوف أمام العواصف الكبرى بثبات.
من يهرب من الضغوط يظن أنه ينجو، لكنه في الحقيقة يبتعد عن ذاته، ويترك حياته بلا خبرة، ككتاب بلا كلمات، كسماء بلا نجوم. أما من يواجه كل ضغطة، فيكتشف أن الألم ليس عدوًا، بل بوابة، وأن التحديات ليست عقبات، بل مفاتيح تكشف كنوز القوة الداخلية، وتعيد صياغة صوته الحقيقي وسط صخب الحياة.
الضغوط تكشف الوجه الذي لم نره من قبل: قوة كامنة، شجاعة مخفية، وحكمة تتشكل مع كل اختبار. الهروب قد يمنح راحة مؤقتة، لكن الحياة تعود دائمًا لتمنحك فرصة جديدة لتثبت لنفسك من أنت حقًا، وما يمكنك تحمله.
في النهاية، مواجهة الضغوط ليست مهارة فقط، بل رحلة لاكتشاف أعظم نسخة منك، نسخة قادرة على تحويل كل ألم إلى نور، وكل خوف إلى قوة، وكل تجربة إلى حكمة. من يعرف ذلك يعيش الحياة بعمق، ومن يهرب يبقى أسير الفراغ.
كاتب سعودي