[SIZE=5]
[B][COLOR=#010101]عادة ستتبدد الهموم الثقافية التي تتنازع النفس البشرية حال تأملها للحراك الثقافي للمجتمع الذي تقطن فيه، وإن من هذه المبددات تلك الإنجازات، والمخرجات الثقافية التي تقدمها الأندية الأدبية بين الفينة والأخرى، من دورات وندوات وبحوث ولقاءات ومسامرات ثقافية. أما أن يكون هذا الدخيل إلى دائرة الثقافة لا يمت لها بصلة لهي إحدى الكبر. حيث التقى المتابع للحراك الثقافي المحلي قبل أيام خلت إعلاناً لنادي الحدود الشمالية الأدبي عن مسابقة لأجمل مكتبة خاصة، أو "مزاين المكتبات" بوجه آخر. وتقوم فلسفة هذا النشاط بأن يبدأ المتقدم لهذه المسابقة بتصوير مكتبته الخاصة، أو دعوة أعضاء النادي الأدبي لزيارتها وتقييم حدودها الجمالية وفق معايير لن تخرج عن نوعية خشبها، وعدد كتبها، وتناسق ألوانها، وربما توافقها مع بقية قطع الأثاث المنزلي-هكذا يخيل الأمر للعقلاء-.
وتم رصد مكافآت لهذه المسابقة التي لا تصنف حتى على هامش الثقافة، حيث كان الأولى صرفها بما يعود على الحركة الثقافية المحلية بالفائدة والنفع، وإن كان ثمة تفاؤل فلعل هذه الفكرة تخرج عن نسق الموروث الشعبي القائل "اللي معه قرش ومحيره يشتري حمام ويطيره". والسؤال الذي يفرض نفسه على طاولة المتلقي: ماذا يهمني كمتابع لحركة وطني الثقافية من جمال مكتبة فلان الخاصة؟ وتنافس فلان وفلان بديكور مكتبتيهما؟ وربما لو طلبت من صاحب المكتبة المزيونة- الفائزة بهذه الجائزة إعارة كتاب ربما اعتذر عن إعارتي إياه!؟
والتساؤل الآخر: ماذا لو رصدت هذه الجائزة تحفيزا للجاد من الباحثين ليقدم بحوثا عميقة متخصصة ومحكمة تؤرخ وتؤصل للحركة الثقافية بمنطقة الحدود الشمالية؟ ألا تبقى هذه الأبحاث رصيدا ثراً للأجيال القادمة يتزودون منها لإكمال مسيرتهم الثقافية؟ أليست هذه البحوث تبقى، ومزاين المكتبات تذهب إلى لا شيء؟!
خلاصة الخلاصة يا رئيس وأعضاء نادي الحدود الشمالية الكرام: رفقاً بحراكنا الثقافي لا تشلوه أكثر من هذا الشلل الذي يعانيه، إنني لكم ناقد وناصح أمين، ولا تكونوا كمن سقط بين الكرسيين كما قال عميد الأدب طه حسين-رحمه الله[/COLOR]-[/B].[/SIZE]
عودة سويلم الشمري
مبتعث للدكتوراه