[SIZE=5]
[B]
[COLOR=#030302]كنا نعاني سابقاً من المتفرجين الفضوليين الذين ما إن يروا مصيبة حتى يتوافدوا عليها زرافات ووحداناً ليستمتعوا بمناظر الحزن والألم!
المقطع الذي انتشر قبل أيام لذكر يضرب امرأة يبين أن الأمور تطورت إلى الأسوأ!
لا أقصد من قبل هذا الذكر! ففعل هذا المريض لن تجد عاقلاً سوياً يناقش في سوئه ومخالفته للدين والرجولة مهما كان فعل المرأة التي تعرضت للإيذاء!
والموضوع -ولله الحمد- الآن بين يدي الجهات الرسمية وسنرى حزماً في الموضوع بحول الله!
ما أرى أنه يستحق النقاش والمتابعة والبحث عن وسائل العلاج من قبل الجهات ذات العلاقة (وزارة الداخلية، وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد، وزارة التعليم) هو تلك الجموع التي اكتفت بالفرجة ولم يتحرك واحد منهم بدافع الديانة والرجولة بل والإنسانية ليدافع عن امرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة!
بل تجرأ بعضهم بكل بجاحة للتسابق على التصوير ومن أكثر من زاوية، ليثبتوا جبنهم وسلبيتهم و............. (يمكنك أن تضيف ما أردت من صفات مستحقة)!
ما الذي يحصل في مجتمعنا، وإلى أين يتجه؟!
فلم يكن هذا المجتمع الذي يتميز بعقيدته وقيمه الأصيلة يوماً ما سلبياً تجاه المظلوم، بل إنه يشجّع ويكرم على التضحية بالنفس من أجل الآخرين والمبادرة بالمساعدة حتى لمن لم يطلبها!
الكاميرات أصبحت الآن تنقل سوساً ينخر في بناء المجتمع، وإن لم يتنبه عقلاء المجتمع لهذا الخطر فإن الأمر كما قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عندما سألته أم المؤمنين زينب رضي الله عنها «أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم! إذا كثر الخبث»!
نحتاج أن نرى دوراً أكبر في حماية المكتسبات لمنبر الجامع، وغرفة الصف، ومجلس الرجال، ومواقع التواصل!
ونحتاج -وهذا هو الأهم- ألا يستسلم العقلاء للغوغاء والجبناء، ويتركوا لهم قيادة دفة المجتمع! فقد ذل مجتمع يقوده غوغاؤه وجبناؤه!
أختم بحديث نبي الهدى صلى الله عليه وآله وسلم الذي تتشرف هذه البلاد بأن جعلت سنته مع كتاب الله دستوراً وموجهاً لها «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».
متخصص بالشأن الاجتماعي[/COLOR][/B][/SIZE]