توطئة مهمة : لا شك أن التعليم هو أساس بناء الأمم وسر تقدمها , والأمم المتحضرة الراقية تسعى جاهدة لبناء أبنائها بالتعليم وتطوير مهاراتهم في الحياة حتى يكونوا جيلاً صالحاً مفيداً لنفسه ومجتمعه ووطنه ولن يستطيع أحد أن يقوم بهذه المهمة على أكمل وجه إلا المعلم فوظيفته ليست كباقي الوظائف ، انها وظيفة باني الحضارات والعقول ومؤسسها ، أما كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم معلما ، ألم يبني حضارة احتارت لها الفرس والروم آنذاك .
موضوعنا الذي نتحدث عنه هو ما انتشر في الآونة الأخيرة من رسائل وعبارات في وسائل التواصل الاجتماعي تسخر من المعلمين ومن طول إجازتهم الصيفية لهذا العام –وهذه المدة الطويلة لا تتكرر إلا كل 10 سنوات تقريبا- وكأنه لا يحق للمعلم أن يأخذ استراحة من جهد عام مليء بالعمل الدءوب والأنشطة وحضوره المبكر جدا للمدرسة قبل السابعة صباحا ليعطي من جهده البدني وعصارة فكره لتوصيل المنهج الدراسي لطلابه بوسائل وطرائق مختلفة .
إن هذه الرسائل السلبية تؤثر بشكل أو بآخر على تقبل الطالب لما يعطيه معلمه من دروس بل ربما يزدريه بسبب الصور غير المقبولة والساخرة التي تعرض المعلم خلال فترة الإجازة كما أن المجتمع بكل فئاته سوف يأخذ نفس الفكرة النمطية الخاطئة التي انتشرت في الفترة الأخيرة لذا ينبغي عدم نشر وتداول هذه الصور الساخرة أو الرسائل التي تستهزئ بالعلم والمعلم وتؤثر على تقبل المجتمع لجهوده وعمله الذي سيتحمل الظروف الصحية التي ربما يمر بها والإرهاق والضغط النفسي لأجل أداء رسالته السامية فهو أولى الناس بالتبجيل والإجلال لأن اسمه مشتق من العلم ومنتزع منه مع البعد عن كل ما ينتقصه أو يجترح فضله أو يكدر صفوه فالمعلم يصيد ببحر علمه على الأرض القاحلة فتغدو خضراء يانعة ولذلك ....
لا ننسى أبداً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النمل في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر ليصلون على معلم الناس الخير "
يقول الشاعر :
أقدم أستاذي على نفس والدي *** وإن نالني من والدي الفضل والشرف
فذاك مربي الروح والروح جوهر *** وهذا مربي الجسم والجسم كالصدف
كتبه: محمد جويعد الرويلي
6 pings