[SIZE=5]
[B]الانسان بطبعة يحب الحل الذي يرضي نفسه ويتماشى مع رغباته وطموحه دون التفكير في احياناً كثيرة عن الطرف الاخر . هذا تطلّع منطقي لكن في حالات قليلة حين التعامل مع الاخرين . الحياة تعشق التوازن في التعامل وعدم الظلم للآخر. من قارئاتي وحضوري دورات تدريبيه، هذا ستيف كوفي وكاتبة العادات السبع للناس الأكثر فعالية . العادة الرابعة: تفكير المنفعة للجميع (ربح = ربح). الانسان الناجح هو الذي يفكر في ان ينفع الاخر ولا يضره . وما اكثر الذين يضرون غيرهم في واقعنا الاجتماعي دون مراعاة النواحي الانسانية والاجتماعية ، بل يشعر بفرحة النصر .
لا يوجد مشكلة الاّ ولها حل ، لا بل حلول . لكن هناك من يغفل او يتغافل تلك الحلول ولا يريد حالاً فهو يعشق بقاء المشكلة كما هو ، فهو ليس متضرر . الزوج الذي يبحث عن المشاكل مع شريكة حياته زوجاً اناني يحب نفسه ويبني سعادتها على انقاض سعادة زوجته ، فالزوجة لا تنسى القسوة أو الخلاف بسهولة، إنما يستلزم منها وقت أطول مما يأخذه الرجل. المدير المُتسلّط، له هدف واحد، نفسه. انه لا يأبه بموظفيه ، ولا يوجد أي شخص فى أي وقت جيد بما يكفي لإرضائه ، متناسياً النواحي الانسانية ويضرب في عرض الحائط قاعدة تفكير المنفعة للجميع (ربح = ربح) ، وربما لا يعرفها. الزوجة اللحوح تريد ارضاء نفسها دون مراعاة وضع زوجها فهي تريد ارضاء نفسها اولاً وثانياً.
قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك . الظلم هو قرار واحد (جَوْرٌ ، اِنْتِهاكُ حَقِّ الآخَرِ عُدْواناً ، عَدَمُ الإِنْصافِ ظُلْماً وَعُدْواناً) . فحل الظلم هو الحل الذي يرضي نفسه المتسلطة. الحوار بين الناس هو الحل الوحيد لحل مشاكل، الحوار المتوازن بين الناس يرضي الطرفين ولا يوجد حل إلا حل الحوار والذي هو للأسف شبه منعدم بين شرائح المجتمع المتعطش للراحة والاستقرار ونبذل الشجار والتعالي. هناك من يغلق الابواب ( ويضيع المفتاح ) جميع الابواب التي تُفتحْ على الحلول المرضية والسبب الأنانية وعدم الاكتراث بماسي الاخرين . قال الله تعالي { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء . وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ } ( ابراهيم 42 ـ 44).
اسف لا يوجد حل ، عبارة يرددها البعض حين يكون الحل في صالحه. من قال لا يوجد حل يرضي الطرفين ، ربما تبعيات الحل الذي يرضي الطرفين كبيرة فالتهرب هو الحل ، ياله من حل مجحف في الواقع هذا ليس حل انه املاء غير واقعي لواقع مؤلم. أقتبس:( لقد تعلمت باكراً أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد). الضجيج البحث عن الحلول التي تجعل كفّة الميزان متساوية.
أخيراً وفي رائي لنْ يندم الانسان بالمعني الحقيقي حين يرضي الطرف الاخر ويرضي نفسه ، وليس كما يقال ارضاء الناس غاية لا تدرك . وفي الواقع الصراحة مع النفس وبناء صورة إيجابية عن ذلك هي أفضل الطرق المؤدية للراحة النفسية وذلك حين يؤدي الانسان حقوق الاخرين علي قاعدة (ربح = ربح).
عثمان بن حمد ابا الخيل[/B][/SIZE]