[SIZE=5]
[B][COLOR=#010101]الناس منذ خلقهم الله سبحانه وتعالي يختلفون في سلوكهم وطبائعهم وتصرفاتهم وتوجهاتهم والوانهم واشكالهم . يختلفون في التعاطي مع ما يحدث من حولهم كلِ حسب مخزونه الفكري .البيئة التي تربي وترعرع بها الانسان لها دور كبير في السلوك . في تفاصيل حياتنا نختلف مع الاخرين ، هذا الاختلاف مرده قناعة كل انسان بصحة وجهة نظرة ، وهذا امر صحي . ما الذي يحل هذا الاختلاف ويضع النقط على الحروف انه الحوار وليس سواه. وفي ديننا الاسلامي السمح الاختلاف الظاهريّ دالُّ على الاختلاف في الآراء والاتجاهات والأعراض . وكتاب الله العزيز يقرر هذا في غير ما آية ؛ مثل قوله سبحانه : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } (هود:119) .
يخطئ كثيراً من يستطيع ان يفرض رأيه على الاخرين اذا لم يكن صحيحاً ومقنعاً ، وفي كافة مناحي الحياة على اختلافها ، والاختلاف شيء طبيعي وعدم الاتفاق غير طبيعي ، ويخطئ من يظن إنّ راية صحيح ما لم يحاور ويستمع للآراء الأخرى . مشاكل الحياة ، والعقبات الاجتماعية ، واختلاف الرأي في ما يطرا على المجتمع من تطورات متناقضة جميعها لها حلول وليس حلا واحداً كما يعتقد البعض . العصف الذهني وابداء الرائي والاستماع او الانصات للآخرين هو السبيل الوحيد للاتفاق.
هل التمسّك بالرأي يعتبر ثقة بالنفس ؟ أم عناد وعدم الاكتراث بالأخرين ، العناد دليل على عدم الجدية والإحباط والتذمّر من النفس ، وعدم الاهتمام بشئون الاخرين وفرض الرأي وهذا لن يحدث في عالم متحضر . كم اتمني أن اسمع هذه العبارة التي نفتقدها في حياتنا رأيك أكثر صوابا من رأيي واراه اقرب للحقيقة ، هنا يستقيم الحال وتهدأ النفوس ويُحترم قائلها . الاصرار على المواقف والآراء الخاطئة هدفه زعزعه روح التسامح والمحبة بين الناس . هناك مثل عربي يطبقه بعض الناس وهو مثل عربي : " خالف الناس .. تعرف!". أي معرفة تسعي لها انها معرف سلبية .
اختلفنا واتفقنا شعار الانسان بصفه عامه والسعودي بصفه خاصه حيث يكون وحيث ينتمي وحيث الموضوع ، هذا الشعار سوف يؤلف بين القلوب والعقول ولا يصح الا الصحيح ، هذا الشعار هو النهر العذب الذي يشرب منه كل المدركين لمعني المحبة والاخاء والدين الاسلامي دين المحبة بين الناس عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به.
الاختلاف بين الزوجين والموظفين وسكان الحي وفي الشارع والجامعة والمدرسة وفي الصحراء وفي كل مكان يوجد فيه الانسان ، الحوار هو الحل الوحيد ولا سواه . الاختلاف في الرأي ...لا يفسد للود قضية هو جوهر الحياة الطبيعية للأسف هناك من الناس لديها الاستعداد للخوض في أي موضوع، ومنهم من لا يحترم نفسه ويقر بأنه لا يستطيع أن يبدي رأيه لأنه غير متخصص، أو غير مطلع، أو أن الموضوع لا يدخل ضمن دائرة اهتماماته، والنتيجة جدال عقيم جدال بيزنطي .
وفي الختام اعطوا الحوار البناء الوقت الكافي لحل كل مشاكل الناس مهما كثرتْ ومهما اختلفت ولا تتركوا الشيطان يلعب ادروا شريرة يوسع بها الفجوة ويصعب ردمها .
عثمان بن حمد اباالخيل[/COLOR][/B]
[/SIZE]
2 pings