[SIZE=5]
[B][COLOR=#030302]الحياة التي يعيشها الانسان محيط كبير وليس بحر ، محيط من القيم والتناقضات والاحلام والطموح ، محيط من المنغصات وسوء الحظ والتعثرات ، محيط الطرق الوعرة الملتوية ، محيط الامواج العاتية والرياح القاتلة . الانسان وبنعمة العقل يستطيع أنْ يصرف أموره واحواله ، وكلمة العقل وردت في القرآن الكريم بمرادفات ,ومعان , وكلمات كلها تدل على العقل ,كالفكر واللب والفؤاد والقلب والنفس والحٍجر..الخ. قال الله تعالي (قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون)الانعام (50) . الانسان ومهما بلغ فيه العمر لابُد أنْ يكون طموحاً ينظر للمستقبل ، والانسان الذي بدون أمل وبلا هدف بالحياة كا قائد السفينة في عرض البحر لا يعرف أين يتجه فالرياح تأخذه حيث تشاء . اذن الطموح هو : أن تتطلع النفس إلى ما هو أكمل وأحسن وأسمى والسعي وراء ذلك . وفي معجم المعاني طمَحَ / طمَحَ إلى / طمَحَ بـ / طمَحَ لـ يَطمَح ، مصدر طُمُوحٌ ، طَمْحٌ ، طِمَاحٌ ، فهو طَامِح وطَمُوح .
يتحقق تحقيق الطموح حين تكون مؤمناً وواثقا بقدراتك، وتجعل النجاح صوب عينيك. والنجاح ورضا النفس لا يتحقق بيوم وليله. قال أبو القاسم الشابي : ومن لا يتهب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر. واصحاب الهمم العالية يحققون طموحاتهم لقولة تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين. وهناك قول للعالم العالمي البرت اينشتين اعجبني ( حتى تشعر بلذة الحياة عليك ان تربطها بأهداف وطموحات ولا تربطها بشخاص ). الاهداف هي كما يقال مربط الفرس ، اهدافنا هي واقعنا وعلينا أنْ نصيغها بواقعيه لكي لا نصطدم بالواقع ونحطم احلامنا فإذا وضعت أهدافا لا تستطيع تحقيقها فإنك ستصاب طبعا بالإحباط . واعوذ بالله من الاحباط. والانسان الواقعي هو الذي يؤمن بالواقعية realism)) ويعبر عن ذلك بدراك الواقع كما هو قال الله تعالي ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))(الرعد:11 ) .
تري ماهي نسبة رضاك عن نفسك ؟ الاجابة مرتبطة بالأحلام والطموحات والواقعية . الرضا عن النفس هو اقصى ما يطمح اليه الانسان العاقل الرشيد في حياته الدنيا وهو لا يعتمد اساسا على ما حصله المرء من زخرف الحياة الدنيا وزينتها. وعلينا نواجه الواقع لحل مشكلاتنا الشخصية عن طريق القيام بسلوك أكثر مسؤولية وواقعية. ودائما وابداً كرر هل انا راضِ عن نفسي ، فالرضا غاية لا تدرك وهي متغيرة حسب عمر الانسان . وفي هذا الصدد هناك شركات ومؤسسات تقيس رضا عملائها فهو مصدر ربحها وخططها وتضع الحلول المناسبة لذلك. أنتَ ايها الانسان فكر بمقاييس تقيس بها رضاك عن نفسك لكن كنْ واقعياً.
التوازن في التعامل مع الاحلام والواقع والطموح ، وكيفية دمج هذا الثلاثي الجميل في صورة او صور تحبها النفس ويعشقها القلب ، والانسان خصيم نفسه . الان قبول الذات الساعية لتحقيق الطموح هدف لراحة البال وهذا لا يعني مطلقاً التوقف عن إعادة تقييم قدراتك بعدما تأخذ وقتك لتتعرف إلى نفسك وخفايا النفس. أخيراً كن واقعيا في امالك وطموحاتك لان الغلو في هذين الجانبين يقود الى التوتر وعدم الرضا . وحدد اهدافك التي تتماشي مع قدراتك بكافة انواعها فالناس ليسوا سواسية . اقتبس : مارك توين يقول : " ابقَ بعيداً عن أولئك الذين يحاولون إحباط طموحك ، فالناس محدودو الطموح يحاولون فعل ذلك دوماً لكن العظماء يجعلونك تشعر أنك تستطيع أن تكون عظيماً".
عثمان بن حمد اباالخيل [/COLOR]
[url]http://www.o-abaalkhail.com[/url][/B]
[/SIZE]