لكل حادثة من حوادث الزمان ونازلة من نوازل الدهر سلبيات وإيجابيات علمها من علمها وجهلها من جهلها
فمن فوائد هذه الجائحة التي اجتاحت العالم أنها صقلت بعض العادات والتقاليد الخاطئة في المجتمع
فيجب أن نعيد النظر بعاداتنا الاجتماعية ونعيد هيكلتها وصياغتها حسب العقيدة الغراء والشريعة السمحاء
ومن هذه العادات على سبيل المثال لا الحصر، حفلات الزواج حيث يقع فيها كثير من البذخ والإسراف إلى حد الهياط والمبالغة في الكرم وقد يتكبد العريس تكاليف باهظة ويقع في فخ الديون ويستمر بالسداد لعدة سنوات وقد يحدث الخلاف ويقع الطلاق، فيخسر مبالغ قد تصل لمئات الآلاف من الريالات ناهيك عن التصوير في مواقع التواصل الاجتماعي والتفاخر المقيت والتباهي المذموم ،
فيجب أن تقتصر حفلات الخطوبة والزواج في الإطار العائلي الضيق
وأيضا من بعض هذه العادات ، الولائم في مجالس العزاء لمدة ثلاث أيام ليس لها أصل ولايوجد بها دليل شرعي من الكتاب والسنة.
وقد يستدل البعض بحديث جعفر بن أبي طالب
أنه لما قُتل في غزوة مؤتة، قال ﷺ لأهله : ((اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم)) أما عن صنع الطعام في العزاء والدعوة له لايجوز ، والدليل على ذلك قول جرير بن عبد الله البجلي : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الموت من النياحة.
ووليمة إكرام الضيف تكون غالباً (ذبيحة) تلاقي مصيرها المحتوم إلى حاوية النفايات (أكرمكم الله)
ففي ما مضى من الزمان كان إكرام الضيف هو إعداد الطعام لأن أكثر المجتمع يعاني من جوع شديد وفقر مدقع.
والآن وبفضل الله ومع توفر أصناف متعددة من الأطعمة وسهولة الوصول إليها فقد تتغير المفاهيم وباعتقادي أن إكرام الضيف الآن هو إنجاز معاملته أو مساعدته للحصول على مراده.
من وجهة نظري أتمنى أن يستمر حظر التجول الليلي من بعد الساعه التاسعة أو العاشرة ليلاً وحسب ماتراه الدولة ومنع السهر والتجول بالشوارع بدون فائدة .
حيث يكره السهر والسمَر بعد صلاة العشاء وإن كان في الأمور المباحة.
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ ، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا
قال النووي : " وَسَبَب كَرَاهَة الْحَدِيث بَعْدهَا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى السَّهَر , وَيُخَاف مِنْهُ غَلَبَة النَّوْم عَنْ قِيَام اللَّيْل , أَوْ الذِّكْر فِيهِ , أَوْ عَنْ صَلَاة الصُّبْح فِي وَقْتهَا الْجَائِز , أَوْ فِي وَقْتهَا الْمُخْتَار أَوْ الْأَفْضَل .
وَلِأَنَّ السَّهَر فِي اللَّيْل سَبَب لِلْكَسَلِ فِي النَّهَار عَمَّا يَتَوَجَّه مِنْ حُقُوق الدِّين ، وَالطَّاعَات ، وَمَصَالِح الدُّنْيَا "انتهى" شرح صحيح مسلم " (5/146)
وقال الشيخ ابن عثيمين : " وإذا أطال الإنسان السهر ، فإنه لا يعطي بدنه حظه من النوم ، ولا يقوم لصلاة الصبح ، إلا وهو كسلان تعبان ، ثم ينام في أول نهاره عن مصالحه الدينية والدنيوية
لقوله صلى الله عليه وسلم : (لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ : لِمُصَلٍّ ، أَوْ مُسَافِرٍ ) رواه أحمد (3907) وصححه الألباني.