[SIZE=5][B]الانسان يموت وتبقي ذكره عبقاً ، وسمعته تاريخاً ، وافعاله قدوة ، ويبقي في قلوب الناس نوراً واسمه يخلّد ويحفر في ذاكرة التاريخ . هذا ما عرفته وعرفه الجميع عن احد رجالات مدينة طريف المغفور له بإذن الله سعد البلوي طيب الله ثراه . عرفته باسم الوجه، بشوشاً، كريماً، معطاء، خدوماً، قريباً إلى قلوب من يعرفه عن قرب. عرفته طيب القلب، والقلب الطيب بطبيعته يوجد داخل الإنسان الحساس، لا يعرف الكره، ويشعر بألم من حوله، وله بصمات مميزة.
سمعتُ كثيراً إن الناس الذين عرفوا ابا فهد إنه رجل مخلص وله مكانه سامية في المجتمع وفي الواقع أن شعبيته وشهرته ومكانته الاجتماعية قد ازدادت أضعافًا مضاعفة للسخاء والقرب من الاخرين وهذا ما عايشته شخصيا و أن الرجال المخلصين لهم حق علينا أن نستذكرهم ونشيد بجهودهم المباركة طالما أنهم يعيشون في ذاكرتنا وهذا ما تركه المغفور له بإذن الله سعد البلوي . كثيرة هي الأسماء والوجوه في المجتمع ولكن ما يثبت في ذاكرة الناس أصحاب الأفعال والمواقف الطيبة وهذه زاوية من الزوايا المضيئة للرجل المعطاء سعد البلوي.
رجلُ افني جُلّ عمرة في خدمة الجمارك حيث عمل 15 عاماً في جمرك رفحاء ، و 35 عاماً في جمرك طريف كم هو انسان مخلص محب لهذا الوطن الغالي حيث عمل اكثر من 50 عاماً. ابا فهد هو احد مشايخ قبيله بلي والذي عرف في مدينة طريف مدينة المحبة بالمرجعية الاجتماعية والعشائرية والقبلية ، كان يقصده المكلوم والمظلوم وهذا من شيم الرجال . كان سباقاً للخير تعددت مساهماته في المشاركات الاجتماعية الذي كان يعتبرها جزء من شخصيته وواجبه الاجتماعي . عصاميا شق طريق حياته رغم صعوباتها ووارسي قواعد الحياة الكريمة لعائلته ومد يد العون لكل من ( ينخاه) .
سمعت كثيراً عن قصص في الوفاء والنبل والكرم من هذا الرجل المضياف الكريم وهذا ليس غريبا من شخصية مرموقة في المجتمع. اقتبس (وطني لو شغلت بالخلد عنه لنازعتني اليه بالخلد نفسي . احمد شوقي ). هذا شعار ابا فهد طيب الذكر ، فحب الوطن في داخل مهجة المرحوم بإذن الله سعد البلوي وهذا ما غرسه في قلوب أبنائه وبناته وأحفاده وكل جلساءه .
لنْ افي حق هذا الرجل مهما كتبت ، ومهما تكلّمت ، فالرجال العظماء يدخلون التاريخ من اوسع ابوابه وهذا ما استقربه المطاف. والحمد لله إنه ترك وراءه ذرية تدعو له عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " .
اخيراً يموت الإنسان وينقطعُ عمله في الحياة انقطاعاً كِلّياً لكنْ هُناكَ أناسُ تَعُودُ لهمْ الحياةُ بعد مماتهم، ويَعِشون حياة أخرى ، حياة معنوية، يشعر بها الآخرون حين يردد اسمه بالخير ، ويجمع الجميع على اخلاصه وتواضعه ووفاءه وطيبة قلبه وحسن مجلسه انه المرحوم بإذن الله سعد سليمان البلوي
عثمان بن حمد اباالخيل[/B]
[/SIZE]
4 pings