[COLOR=#0C0C06][B][SIZE=5]يشبه أعضاء النوادي الأدبية أن يكونوا عجائزاً تم تقييد أسمائهن في الشؤون الاجتماعية ليحصلن آخر كل شهر على مخصصاتٍ مالية لمجرد أنهن لا يُجدن فعل أي شيء ! . أما حين يجتهد هؤلاء الأعضاء فيرقون إلى مرتبة العمالة السائبة التي تتخبط يميناً و شمالاً لا تدري تحت أي صفة ستعيش أو تقدم نفسها للآخرين . فتارة يصبحون نوادي للشعر النبطي و تارة يكتفون بأنصاف الشعراء و الشاعرات ليعلقوا لوحة إعلانية هنا و هناك ليقال بأنهم يمارسون عملهم حتى الآن أو على الأقل أنهم لا يزالون على قيد الحياة !.
لست مقتنعاً بعذر من يقولون بأن الحكومة تحد من نشاط الأندية الأدبية بل هي تدعمها بقوة و تمنحها من الصلاحيات ما لا تمنحه لغيرها لأن الأدب و الثقافة اليوم هما المنبع الوحيد لصناعة المرونة و إبراز نقاط الالتقاء بين كل طبقات و أطياف و عناصر المجتمع الواحد . إن التجربة الفاشلة التي عاشها و يعيشها النادي الأدبي بالجوف كانت و مازالت تعود لثلاثة أسباب :
أولاً : اعتماده على المحسوبيات و التكتلات و الواسطات و فساده التخطيطي الإداري فليست له رسالة و لا رؤية واضحة ولا خطة وهذا لأن من يقومون عليه لا يعنيهم الأدب والثقافة بقدر ما يعنيهم الراتب و الوظيفة الـ أوفر تايم .
ثانياً : تخلفه الروحي و الفكري عن تغيرات المجتمع و فشله في التواصل مع الآخرين و ضحالة العقيدة الأدبية لدى من يقومون عليه فهم أنفسهم شخصيات عادية و أقل من العادية غير مقتنعين بأن الأدب و الثقافة شيء له قيمته و أن الأدب موجود في المجتمع بشكل فطري لا يحتاج فقط إلا لمن يدل الناس عليه و حين يكون صاحب الأدب كافر به فمن الطبيعي أن يكفر به المجتمع و يحقّره و يهمشه أو ربما لا يراه على الإطلاق !.
ثالثاً : إستقطاب بعض الشخصيات التي تجيد تمثيل دور المثقف لتمارس دور المثقف المتقعر والنظرة الفوقية ليقولوا للناس بأنهم هم أهل الأدب و لكن المجتمع غبي لا ترقى عقليته للتواصل مع النادي الأدبي و قدراته و لغته الفذة مع أن هؤلاء المتقعرين يعيشون في وهم ذاتي يخصهم وحدهم و غالباً تجدهم أقرب للمرضى من الأصحاء فلا يعرفون المفيد من التافه و لا يهمهم سوى أن يكرروا مصطلحاتهم المعلبة و عباراتهم المحفوظة و صرخاتهم المستفزة للمجتمع و أن يقابلوا بالتصفيق بعد كل كلمة يقولونها !.
عايشت في الأشهر السابقة تجربة رائدة يترأسها سمو أمير المنطقة مع أني لم أكن قائماً عليها و هي مجلس شباب الجوف الذي استطاع بكل جدارة و رقي و تنظيم أن يمثل المنطقة في مجالات عدة حتى أنه لعب دور النادي الأدبي أكثر من مرة و نجح في ذلك أكثر من النادي الأدبي نفسه !. هل هي روح الشباب في القائمين على مجلس شباب الجوف ؟ هل هي الثقافة الحقيقية التي يتمتع بها من يقفون خلفه ويخططون له ؟ أعتقد بأنها كلها مجتمعة فيه و ستبقى صورة مجلس شباب الجوف تشكل أيقونة إبداع لا يمكن مقارنتها بجثة الديناصور المحنط تحت اسم النادي الأدبي بالجوف !.[/SIZE][/B][/COLOR]