[SIZE=5]
[B][COLOR=#040404]الكلمة التي نتفوه بها تملكنا حين تخرج من افوهنا ، ونملكها حين نحتفظ بها في داخلنا. والكلمة كذلك سلاح قوي وفتاك حين تصيب الانسان بغير قصد وهذا ما نسميه زلة لسان . هل حقاً هناك زلة لسان أم هو تعبير عفوي عمّ في داخلنا. عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ )) أخرجه البخاري ومسلم . وأحياناً كثيرة الصمت حكمة وكما يقال : اِذا كانَ الكَلام مِن فِضَه فَاِن السُكوت مٍن ذَهَب . ليس لدي شك ابداً إن الانسان الحكيم المتأني يستطيع أنْ يزن كلماته ويختار الكلمة المناسبة التي تعبّر عن الموقف .
إن الكلمة التي نملكها هي التي تدخل للقلب بسرعه ولها وقع حسن على متلقيها ، كذلك إنها تترك اثر حسن وتحفر في الذاكرة للابد ، لما لا وغالبية الناس يحتفظون بكلمة او كلمات من عقود او سنوات . إنها طبيعة بشريه. وعلماء النفس اكدوا على اهمية وقع الكلمة على الانسان حيث إنها تساعد علي افراز مادتي الاندروفين وانكيفالين اللتين تؤثران علي مراكز الانفعال تحت المهاد ، كذلك تعمل علي ضبط معدل الضغط لدي مريض الضغط, وتضبط السكر في الدم . وكم هو جميل أن نعوّد فلذات اكبادنا كلمات طيبة حين نرددها في بيوتنا بدلاً من تلك التي تكدّر الخاطر وتأخذك الي القاع ، فالكلمة الطيبة تمتن العلاقات بين الناس و تطيب القلوب قال الله تعالي ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً﴾.
الانسان الذي يتعامل مع الاخرين سواء أكان في المطار او دائرة حكومية او في بنك او الشارع وفي كل الاماكن مع الصغير والكبير عليه اختيار الكلمات الطيبة الجميلة التي تعكس مستواه الفكري والحضاري . الكثير من الناس سافروا للخارج للشرق والغرب وسمعوا كلمات طيبة ، كلمات تعبر عن الانسان للإنسان إنها صفاتنا نحن المسلمين لكننا تركناها لغيرنا من البشر، ونحن اولي بها واولي ان نطبقها في تفاصيل حياتنا. للأسف وسائل التواصل الاجتماعي خلقت جيل من الناس يكتبون وينطقون بكلمات جارحه يعنونها او لا يعنونها ويجهلون معانيها ، كلمات جارحه واحياناً تخدش الحياء ، كلمات جارحه ربما لها وقع الرصاصة ، والم الرصاصة . كلمات ربما تؤثر على اللحمة الوطنية والانسجام والتكافل الاجتماعي . يقال: إن النعمان بن المنذر - وقيل أحد ملوك حمير - خرج ذات يوم تتبعه حاشيته، حتى مروا على تلّة مرتفعة، فوقف النعمان وصار يتأمل بالطبيعة من حوله، عندها تقدّم إليه رجل من الحاشية فقال: ترى يا مولاي لو ذُبح أحدهم على سفح هذه التلة ؛ إلى أين سيسيل دمه؟ ففكر النعمان لبرهة ثم قال: والله ما المذبوح إلا أنت! وسنرى إلى أين سيصل دمك! فأمر به فذبح على رأس التلة. فقال رجل من الحاشية: (رب كلمة قالت لصاحبها دعني).
أخيراً اقتبس :القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تتمتع بثمرها تتمتع بخضرها - لقمان الحكيم . همسة لأولئك الذين يجهلون وقع الكلمة على الانسان هل تجرّعتها من قبل وهل تقبلها على الاخرين فاختر الكلمة والكلمة الطيبة فهي مفتاح القلوب المقفلة . واقتل الكلمة الخبيثة في داخلك وحافظ على أفئدة الاخرين .
عثمان بن حمد اباالخيل[/COLOR][/B]
[/SIZE]