[SIZE=5]
[B][COLOR=#040404]حياة الانسان عالم من الاسرار لا يعلمها إلا الله ، وكل إنسان في هذه الدنيا لديه اسرار شخصية تختلف من انسان الي اخر .وفي المقابل هناك من يفضحون اسرارهم ولا سر لهم حالهم حال المنخل ( الغربال). ويعلنون اسرار غيرهم . وكلمة خفِيَ / خفِيَ على / خفِيَ عن يَخفَى ، اخْفَ ، خَفاءً وخِفْيةً وخُفْيَةً ، فهو خافٍ وخَفِيٌّ وهي خافيةٌ والجمع : خَفَايا ، والمفعول مَخْفِيّ عليه. وفي حالة انبهار الانسان من معرفة سر او خبر يقول: وما خَفي كانَ أعظمْ . وهذه لها قصة.
تحولت تفاصيل حياتنا اليومية إلى أرقام سرية في مختلف تفاصيلها من منا لا يحتفظ في جهازه الجوال أو محفظة أو ذاكرته عشرات الأرقام السرية التي تُسهّل إنجاز متطلبات الحياة اليومية ابتدأ من الرقم السري الذي يفتح جهازه الجوال والرقم السري للصراف والجوال والبطاقات الائتمانية والدخول لمواقع البنوك والأسهم والمواقع الكترونية وفتح باب السيارة وحقيبة السفر والرسيفرات و الأرقام السرية للأجهزة هذه أمثله قليله هناك الكثير والكثير التي تملئ حياتنا لم يقتصر الأمر على حياتنا اليومية بل تعدى ذلك لشتي صور الحياة وعلى جميع المستويات .
تحولت حياتنا إلى أرقام سرية لماذا ؟ لماذا نخاف ونغضب حين نفقد أو ننسى رقم سرى؟ لماذا تحوّلت حياتنا إلى أرقام سرية ؟ الزوج يخفي أرقام سرية عن زوجته ، الزوجة كذلك تخفي أرقام سرية عن زوجها ، الوالد يخفي أرقام سرية عن أبنائه وبناته والأم كذلك . معظم ما يحيط بنا تحوّل إلى عالم من الأرقام السرية، هل اختلفت القيم والمفاهيم وتغيّرتْ أم هي ضريبة الثورة التكنولوجية التي ننعم بها ؟ هل الأرقام السرية تعني الخصوصية ؟ الإجابة ببساطة نعم ، كل إنسان لدية أسرار في حياته تحتاج لرقم سري يخفيه عن الآخرين حتى عن أقرب الناس إلى قلبه .في القديم ليس القديم البعيد كانت حياتنا بسيطة سهلة تخلوا من تعقيدات الحياة العصرية والأرقام السرية ولستُ أدري إلى أين نحن متجهون خلال السنوات القادمة ترى هل تتغير الأرقام السرية إلى صرعة جديدة في عالم التكنولوجيا التي تكبلنا وتكبّل عقولنا ؟ جميل وجميل جداً أنْ نتعامل مع منتجات التقنية العصرية لكن مع الاحتفاظ بكل القيم الإنسانية المغروسة في أعماق كل إنسان . همسة في إذن كٌل من يقرأ موضوعي تلفّت من حولك وأبحث تجد الكثير والكثير من سئموا الأرقام السرية وكثرتها لكنه شر أم خير لست أدري لا بد منه مع تطور الحياة وتغيّر المفاهيم ، أليس كذلك . أحياناً كثيرة نقبل أشياء كثيرة في حياتنا رغم قناعتنا بعدم جدواها لكنها تجبرنا على قبولها والتكيف والتعامل معها. وما خَفي كانَ أعظمْ.
الانسان يتألم كثيراً حين يُفشي سر من أسراره ، فغالبية الناس تحتفظ بأسرار شخصية سواءاً أكانت اسرار سلبية ام ايجابيه ولا يريد احداً أن يطلع عليها . وهناك مقوله مفادها : (كل سر جاوز الاثنين شاع ) . شخصيا اقول كل سر جاوز الانسان شاع. وما أروع ما قاله عمر بن عبد العزيز رحمه الله :- ( القلوب أوعية الأسرار ، والشفاه أقفالها ، والألسن مفاتيحها ، فليحفظ كلُّ امرئ مفتاح سرِّه )
اخيراً ليس من مكارم الأخلاق والقيم أن تقول عن انسان افشي سره : وما خَفي كانَ أعظمْ ، الله وحده يعلم ما خفي وليس من المقبول أنْ تذيع سره الشخصي . يقول الشاعر: إذا أنت عبت الناس عابوا وأكثروا عليك، وأبدوا منك ما كان يُسترُ
عثمان بن حمد اباالخيل[/COLOR][/B]
[/SIZE]